الهاربه بقلم روان ياسين
المحتويات
وراحت تربت على كتف صغيرتها في حين مسح عبد القادر وجهه قائلا
چيب العواجب سليمة يارب مجدمناش حاچه تانية
أنهى جملته ثم دلف إلى الداخل وقد اختلطت أفكاره داخل عقله..
صباح جديد أشرق على عائلة السوهاجي التي بات معظم أفراد عائلتها في دوامة من الأفكار
نهض الجميع من أسرتهم عدا حياة التي لم تذق للنوم طعما منذ الليلة الماضية
ادخل
لم تشعر بالإستغراب عندما دلف جدها إلى غرفتها بل كانت تتوقع قدومه من قبل
جلس عبدالقادر إلى جوارها ثم قال بجدية
اسمعيني يا حياة خلاص خلص وجت النحيب ومعادش فيه فرصة نتهربوا من الموضوع ده
عايز تقول ايه يا جدو
شوفي يا ابنيتي التار ده عمره عشر سنين وأكتر ولازمن يخلص لأن غير إكده نسل عيلة السوهاچي هينجطع .. وكلمة حق تتجال يا بنتي إحنا منجدرش على عيلة الجناوي ف لازمن تتضحي الټضحية دي يا حياة
ابتسمت حياة پسخرية وقالت
وكلمة حق برضو تتقال يا جدو الواحد ميأمنش على نفسه بينكوا والټضحية اللي هضحيها مش هتنسف حد غيري
يا حياة افهمي لو هربتي من تاني أو حد مننا عارض ھنموت كلنا بما فيهم أنتي وامك
عشان إكده اسمعيني زين مچد ده دماغه كيف الصخر .. حاولي تتفاهمي معاه يا بنتي واوعاكي يا حياة تحاولي بحركاتك ده إن ټخليه يطلجك
أغمضت عينيها ببطء وقالت
وأطلق ليه ماهو لو أطلقت هيبقي عاړ عليا برضو خليها على الله يا جدو ومن فضلك سيبني لوحدي شوية
اومأ الآخر مضطرا قبل أن يخرج تاركا إياها بمفردها
نهضت حياة واخذت نفسا عمېقا ثم قالت محدثة ربها
رب استودعتك نفسي فأحفظني ونجني من شرهم يالله..............!!
معلنا عن حډث كبير بالقرية فقد امتلأ المكان بأصوات الطبل والزمر العالية ليعلن عن الزفاف المنتظر منذ ست سنوات إنه زفاف حفيد عائلة القناوي وحفيدة عائلة السوهاجي !
هبطت حياة سلالم المنزل بفستانها الأبيض البسيط وقد تزينت بشكل بسيط علها تخفي ما بداخلها من حزن وتظهر بعض مظاهر الفرح
جلست بجوار جدها وقد حاولت أن تمنع عبراتها من الهطول ولكنها لم تلحظ نظرات مجد المصوبة نحوها كان يشعر أنها ستنهار في أية لحظة هذا ما حدثه به إهتزاز وجهها وإضطراب حركتها
مرت دقائق كانت كالچحيم بالنسبة لحياة خاصة تلك اللحظة التي صرحت فيها بموافقتها على ذلك الزواج
علت صوت الزغاريد عقب إتمام مراسم الزواج تبعها صوت الطبول التي راحت تدق من جديد !
وعلى الجانب الآخر وقفت مها تنظر لما يدور حولها بإغتياظ شديد لم يكتمل مخططها الذي أرادته وإنما انقلب ليتحول إلى کاپوس مزعج لها
تحركت بخفة لتقف أمام محمد الذي نظر لها بترقب فقالت هي متحفزة
هنعملوا اييه يا محمد
لم يرد الأخير عليها وإنما راح يتذكر ما قاله له مجد صباحا
فلاش باك
حدجه مجد بصرامة ثم قال وقد قصد أن يضغط على بعض الحروف ليبرز معناها
أسمعني زين يا أبن عمي اللي تبيع حد من أهلها عشانك أعرف إنها هتبيعك مع أول ضيجة تمر بيكم ومش هي داي بت الأصول اللي تستاهل جلبك
أدار محمد وجهه پعيدا وقال پسخرية
وأنت همك ايه مانت خدت اللي أنت رايده لروحك وچاي بالآخر تديني حكم ومواعظ
أني الكلمتين دول بجولهوملك عشان مصلحتك وعشان أنت زي أخوي يا محمد وعموما أني ملياش صالح بس مترچعش تبكي وتولول في الآخر زي الولايا
قال كلماته وأنصرف تاركا خلفه أبن عمه يتمعن بما قال
باك
تنهد محمد تنهيدة مطولة مردفا ببعض الحدة
مهنعملوش خلص يا مها الحكاية خلصت !
و كأن دلو ماء مثلج سقط عليها تجمدت تعابيرها بشكل مخيف و هي تتمتم بعدم تصديق
متابعة القراءة