سقر عشقي

موقع أيام نيوز


الأساس من قال له أنها تريد أن تتزوج غيره .. أو تتزوج من الأساس من قال إنها تريد أن تعيش مع أحد من نوعه
كانت تنظر إليه و هو يجر حقيبته خلفه و يغادر البيت بعد أن ألقى سهمه الأخير الذى زهق روحها و قلبها و أى معنى جيد للحياة
و لكن
رغم كل ذلك الۏجع التى تشعر به إلا أنها كانت كلما شعرت بهدر الكرامه كلما زاد إصرارها على أن تدفعه ثمن كل لحظة شعرت فيها أنها تذبح بدون رحمة

أنحدرت تلك الدمعة الحبيسة و هى تقول
أوعدك يا أصلان إنك تدفع تمن كل چرح .... قلبى پينزف بسببه ... أوعدك أثبتلك أن البنت إللى أنت مستقل بيها دى ممكن تعمل أي حاجة هى عايزاها ... أوعدك أن زى ما طول عمرى شايفة فى نظرة عينك الأستخفاف و الأستهانة ... هشوف الأسف و الحصره و الندم فى عيونك ... أوعدك أدفعك تمن كل ألم و چرح و إهانة ... أوعدك أكسرك زى ما كسرتنى ... أوعدك أكون قدر إللى هيكون من النهاردة قدرها بأيدها .... إيدها هى و بس
توجهت إلى القاعة الكبيرة و جلست على الأريكة الكبيرة و أمسكت الهاتف و أتصلت على عمتها التى أجابتها بعد عدة ثوان
ألووو مين 
أنا قدر يا عمتي
أجابتها قدر بصوت بارد مخټنق بالدموع لتقول سناء سريعا
مالك يقدر فى أيه 
صمتت قدر لعدة ثوان ثم قالت
لو سمحتى تعالى أنا محتاجالك
جايه حالا
قالتها بلهفة و أغلقت الهاتف و توجهت مباشرة إلى غرفتها التى يستريح فيها زوجها بعد أن عاد من العمل ليرى هيئتها فغادر السرير و هو يقول
فى أيه يا سناء أنت كويسة 
قدر
نظرت إليه و قالت أسمها فقط و كان هذا كفيل أن يفهم أن هناك شىء كبير قد حدث و هو يعلم أصلان جيدا و يعلم تصرفاته التى لا يرتضيها أبدا
فتحرك سريعا يبدل ملابسه و غادرا سويا ليذهبا لتلك التى ظلمتها الحياة و ظلمها البشر أيضا و لم يرحمها أحد لا أب و لا جد و لا زوج
الفصل الرابع ... 
مر شهر كانت سناء لا تفارقها حتى رمزى .. كان بجاورهم يساعدهم بكل ما يستطيع ... كانوا كل ليله يجلسون يتباحثون ماذا ستفعل ... و كيف ستبدأ هى فى تحقيق ما تريد .. و خلق الفرصه التى تجعلها على بداية الطريق ... و لكن هل للقدر رأى آخر
أستيقظ من نومه كعادته قبل أذان الفجر أعتدل جالسا و هو يردد بعض الأذكار ثم نظر إلى سناء التى تغط فى نوم عميق أبتسم بحنان و هو يتذكر كلمات الرجل التى لم تكن الأولى و لن تكون الأخيره
أخذ نفس عميق و أستغفر الله بصوت مسموع و عقله يعيد عليه سنوات زواجه و رحلتهم الطويلة لدى الأطباء
و كلمات الطبيب التى ألمت قلبه و قلبها لكنه أبدا لن يتخلى و يفقد الأمل
حضرتك عندك بعض المشاكل و بشويه علاج المواضيع ممكن تتحل أن شاء الله ... بس أنا مش عايز أقول أن الأمل كبير ... أحنى هنعمل إللى علينا و الباقى على ربنا
كلمات تذبح رجولته ... تجعله يعود من جديد لأحساسه السابق بكم هى بعيده و
غاليه و أنه لا يليق بها
طوال الطريق إلى البيت كان الصمت ثالثهما
و لكن كل منهم بداخله شيء مختلف هى تشعر بالخۏف و الحزن على ألمه و هو يفكر كيف سيتحمل فراقها
حين وصلوا إلى البيت لم تترك له الفرصة ليتحدث بل ركعت على ركبتيها و هى تقول بدموعها
أقسم بالله راضية ... و مش عايزه من الدنيا دى كلها غيرك و لو فى يوم قررت تسيبني يبقا تذبحني و تدفنى أرحم ما تبعدنى عنك أموت بالبطىء
ليجلس أمامها بحنان و دموع عينيه تتجمع و تحارب صلابته حتى ټغرق وجنتيه و هو يقول
أنت تاج راسى و ست قلبى و ست بيتى و لو مكنتيش أنت يا سناء مش هيكون فى غيرك فى يوم و قبل ما أذيكى فى يوم هكون مېت
لتبكى بصوت عالى و هى بين ذراعية الحانية وأنحدرت تلك الدمعة الأبيه فوق وجنته و سالت حتى أختفت بين غابات ذقنه التى تزيد من وقاره و هيبته
أغمض عينيه من ألم تلك الذكرى على ذكرى أخرى حين ذهب إلى الطبيب بعد مرور سنه كاملة من العلاج ليبلغه أنه أصبح سليم تماما و يستطيع الإنجاب
و لكن و
لهذه اللحظة لم يحدث و لا يعرفون السبب
أستغفر الله بصوت مسموع و كاد أن يغادر السرير ليصلى ركعتان لله قبل أذان الفجر ليوقفه صوت سناء و هى تقول
ممكن تصلى الفجر هنا فى البيت 
نظر إليها باندهاش لتقول هى برجاء
وحشنى أنى أصلى الفجر وراك يا رمزى
ليبتسم إبتسامة حانيه و هو يقول
طيب يلا قومى أتوضى علشان نصلى ركعتين لله قبل الفجر
لتنهض سريعا و على وجهها إبتسامه صافية خاصة و هى تقول
ثوانى و اكون بين أيديك
حين أغلقت
باب الحمام نظر إلى الأعلى و هو يردد بعد أن و ضع يديه فوق خافقه
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء 
أنتهوا من أداء الصلاة كانت هى تنظر إليه بابتسامة فخر و سعادة ليبتسم ابتسامته المعهودة و قال
باين كده الحلو معجب 
أوى
أجابته سريعا بابتسامة مشاغبه صمت لثوان ثم
قال
بكره رايح أنا وقدر علشان نشوف الأرض
أنت مقتنع باللى هتعملوا معاها
سألته و عيونها ثابته على عينيه ... لينظر إليها بثقه
دى أقل حاجه أعملها ليها و بعدين هى مش بتعمل حاجه غلط بالعكس بقا
أخذت نفس عميق و أقتربت منه أكثر و هى تقول
أنا عارفه أنها مش بتعمل حاجه غلط بس أنا خاېفه عليها الناس هنا تفكيرهم زى أبويا الله يرحمه
ربت على يديها المستريحة فوق فخذيه و قال
متقلقيش أنا فى ظهرها و مش هسمح لحد يمسها بكلمة
اراحت رأسها فوق كتفه و قالت بحب
ربنا يبارك ليا فى عمرك و يقدرنى أسعدك
ليبتسم بحزن و بداخله يردد نفس الدعاء دون إنقطاع
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء 
فى الصباح كانت تقف أمام قطعه أرض واسعة تصلح لذلك المشروع التى سوف تبدأ به طريقها و كان زوج عمتها يتشاور مع صاحب الأرض فى ثمنها حين سمع صوت شيء أرتطم بالأرض لينظر خلفه ليجدها قدر ... حملها سريعا و عاد إلى البيت بعد أن طلب الطبيب ... تجلس فى سريرها تبكى بصمت بعد أن طلبت من عمتها و زوجها تركها بمفردها ... لقد صفعها أصلان القلم الأخير قبل أن تستطيع الوقوف على قدميها ترك لها أثر لا يمحى و جعلها تتذكر ذلك الأسبوع التى كانت فيه زوجة له بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... و لكنها لن تستسلم ... لن تسقط ... لن يعرف و ستحقق ما تريد
فى صباح اليوم التالى ... غادرت غرفتها بكل إصرار و عزيمه و نزلت إلى الأسفل لتجد عمتها تجلس بجانب زوجها الذى يتغزل بها رغم كل تلك السنوات التى مرت على زواجهم ... و رغم عدم أنجابهم للأطفال ... حبه لها لم يقل و لم يخجل يوما من إظهار حبه و إحترامه لها أمام الجميع
أخذت نفس عميق و هى تدعوا لهم فى قلبها رغم ألمه أنها لم يكن لها نصيب فى زوج كرمزى رجل حقيقى كما تحمل الكلمة من معنى ... أصدرت صوت بسيط حتى ينتبهوا لأقترابها منهم
جلست بجانب عمتها التى فتحت لها ذراعيها بحنان كبير ...
قال رمزى بهدوء
أخبارك أيه قدر 
ابتسمت إبتسامة صغيرة و قالت
الحمد لله ... هكون كويسة يا عمى
ليبتسم لتلك الكلمة التى تقولها له ... و من داخله يشعر أنها تريد أن تقول له أبى أومأ مع إبتسامه صغيرة حين قالت سناء
قدر ... مش هتقولى لأصلان
لأ
قالتها قدر قاطعه و بصوت حاد ... أخذت عدة أنفاس متلاحقه ثم أكملت
أنا مبقاش فى حياتى حد أسمه أصلان
ثم نظرت إلى رمزى و قالت
خلصت يا عمى مع صاحب الأرض 
أومأ بنعم و قال مؤكدا
هو مستنى نحدد معاد توقيع العقود و مشوار الشهر العقارى
غادرت مقعدها وأقتربت منه قائلة
عمى أنت عارف أن أنا مفيش حاجه أملكها غير شوية دهب من بتوع أمى ... و كنت مخبياهم من جدى و أصلان و دول إللى هقدر أشارك بيهم معاك و الباقى مجهودى
قطب رمزى حاجبيه ببعض الضيق و قال
أيه إللى بتقوليه ده يا قدر ... المشروع كله بتاعك و أنا بس
لأ يا عمى ... أحنا شركا ... فى الأساس أنا مش هعرف أعمل أى حاجه من غيرك ... و أنت عارف كويس إللى هواجهه من أهل البلد
قالتها بأقرار ليومئ بنعم بتفهم لتقترب سناء و هى تقول
أنا خاېفه من أصلان ... و كمان يا بنتى خاېفه عليكى جدا
نظرت إليها قدر بأبتسامة واثقه و قالت
لا يا عمتى مټخافيش .... أصلان مبقاش يخوفني و لا لازم ېخوفك ... و مش هسمح أنه يعرف حاجه دلوقتى هو برا حياتنا تماما
ثم نظرت إلى الأمام و قالت بثبات و قوة
و أنا جنبك و معاكى
و أنا كمان يا قدر ... أنت مش لوحدك و هفضل فى ظهرك لحد ما تحققى كل إللى أنت بتتمنيه
لتبتسم قدر بسعادة و هى تحاوط بطنها بحركة حماية تعد صغيرتها أن تصنع لها مستقبل لا يشبه ماضى و حاضر والدتها فهى بداخلها تشعر أنها تحمل ب أحشائها فتاة .. ستحقق لها كل ما تتمنى و كان يرتسم على وجهها إبتسامة صغيرة و بداخل عينيها إصرار و قوة كبيرة
فى
صباح اليوم التالى خرجت قدر برفقة زوج عمتها إلى صاحب الأرض التى ستقيم عليها مشروعها الأول .... الذى سيجعل كل الفتيات قادرات على أن يكون لهم دخل خاص بهم ... و تجعل لكل منهم شخصية و مكانة و صوت مسموع هو بداية طريقها لخلق حياة جديدة لهن كما ستخلق لنفسها حياة جديدة ... و من بعده تستطيع أن تغير فكرة كل الرجال عن النساء ... و أن النساء لم يخلقوا هبائا أو لخدمة الرجال و الإنجاب فقط .... هى الزوجة التى تبنى يد بيد مع زوجها و هى الأم التى تربى و تخرج أبناء صالحين قادرين على تغير العالم و هى الأخت التي تصبح أم بعد الأم و هى الأبنه التى تكون سببا فى دخول والدها الجنة .... قدرها الله فكيف ېهينها البشر ... ستكشف لهم أن كل رجل يظهر قوته على سيدة فهو ليس برجل .... هو إنسان يشعر بالنقص و يغطى هذا النقص بأظهار قوته على من هم أضعف منه كما
كان يفعل أصلان معها ....
 

تم نسخ الرابط