ارتؤي الفواد بقلم سهام صادق
المحتويات
مقضي وقته في الصيدلية
توردت وجنتين سلسبيل عندما تذكرت مداعباته لها بالحديث مؤخرا وملاطفته لها لكن كل هذا تلاشى في ثواني معدودة
بعتله متابعه على الإنستا يا هبة وقبله لكن لحد دلوقتي محاولش يراسلني ده غير البنت اللي بقولك عليها على طول بتعلق على صوره
زمت هبة شفتيها ثم قالت وهي ترج رضعة صغيرها
أغمضت سلسبيل عينيها ثم زفرت أنفاسها وردت بحيره
حطيت يا هبة أنا خاېفه اكون عايشه على أمل كداب
شعرت هبة بضيق صديقتها فهتفت بمزاح حتى تخرجها من تلك الحالة
لأ اعملي بنصيحة تغريد وكملي سعي خليكي زي تغريد اهي جابت رجل سفيان الراشد
أنهت سلسبيل مكالمتها مع صديقتها لتلقي بهاتفها على الوساده التي تضعها على ساقيها شاردة في آخر نصيحة قدمتها لها صديقتها
ابعتله رسالة واحاول اتواصل معاه
قالتها ثم حدقت بالهاتف وكادت أن تمد يدها وتلتقطه إلا أنها تراجعت تنهر نفسها
اوعي يا سلسبيل اوعي تعملي كده
ابتسمت عندما تذكرت أول مرة وقعت عيناها على
حاتم منذ عامين كان ببذلة الشرطة يخرج من سيارته بهيبة ووقار اختطفوا فؤادها
امتى هتحس بيا يا حاتم
في أحد كافيهات مصر الجديدة
كان حاتم يلتقط يد إحداهن مبتسما
شوفي الميعاد المناسب يا ماريهان واجي اتقدم لمعالي الباشا
أنت بلغت ماجد الأول بعلاقتنا
تنهد بقوة وسحب يده عن يدها قائلا
أبلغه إزاي وأنت اللي صممتي ميعرفش حاجة عن علاقتنا
إلتمعت عينين ماريهان پحقد ل ابن عمها الذي لا يعيرها إهتماما
لأ بلغه خلاص بعلاقتنا وياريت تكلم بابي في أسرع وقت ونتخطب يا حاتم
احلى عصير قصب لأحلى
ابتلعت بقية حديثها وأخفضت رأسها بخجل عندما انتبهت على الجالس أمام الدكتور محمد الذي ابتسم
أهي دي بقى سلسبيل يا سفيان الفاكهه بتاعتنا
تعلقت عينين سفيان بها بإبتسامة أخفاها سريعا ثم هز رأسه قائلا بصوت خفيض بالكاد سمعه محمد
اقتربت سلسبيل من فهيم الواقف خلف طاولة البيع وأعطته علبة العصير خاصته ثم اتجهت بخجل نحو الدكتور محمد لتعطيه علبته
اتفضل يا دكتور
بمزاح تساءل سفيان وهو ينظر نحو سلسبيل بنظرة رافقتها منذ دلوفها
وأنا على كده مليش نصيب في عصير القصب إيه يا محمد هو أنت بخيل ولا إيه
ارتبكت سلسبيل وقد اندهش محمد من مزاح ابن عمه وشقيق زوجته ورفع أحد حاجبيه في تعجب وكاد أن يتحدث إلا أن فعلت سلسبيل جعلته يصمت ويراقب الأمر
اتفضل العصير بتاعي أنا كده كده بشرب كل يوم
لم يرفض سفيان عرضها بل تناول علبة العصير وأخذ يرتشف منها دون أن يسأل أسئلته المعتادة عن نظافة الأشياء
طعمه جميل شكلي كده هبقى زبون دائم عند صاحب المعصرة
بخجل ردت سلسبيل وهي تستدير بجسدها وتتجه نحو مكانها وراء طاولة البيع
دا احلى واحد تشرب من عنده عصير قصب
اتسعت إبتسامة سفيان واستمر بالنظر إليها لتضيق حدقتي محمد بفضول سرعان ما غادر بؤبؤي عينيه واحتلهم المكر
و إرتوى الفؤاد
بقلم سهام صادق
الفصل الرابع
غمرت السعادة ملامح سلسبيل التي كانت للتو تغادر الصيدلية بعدما انتهى دوام عملها بالفترة الصباحية
وقفت مكانها وعلى محياها ارتسمت إبتسامة خفيفة بعد أن تأكدت من هوية صاحب تلك السيارة التي لمحت قدومها من بعيد
بالفعل وجدته هو من يترجل من سيارته وقد استعجبت قدومه اليوم فهي صارت تعلم مواعيد إجازته
ابتسم حاتم عندما انتبه على وقوفها ثم حياها برأسه ومضى نحو مدخل البناية التي تتكون من عدة طوابق وملك للعائلة
يا أهل الدار يا أهل الدار أنا جعانه أنا شامة ريحة محاشي ترد الروح
قالتها سلسبيل عندما دلفت المنزل فضحك والدها الجالس أمام التلفاز ويشاهد أحد النشرات الإخبارية
فضحتينا من على الباب
تقدمت سلسبيل من والدها وغمزت بعينها قائلة
هي روحية راضية علينا ولا إيه
صڤعتها والدتها على رأسها بعدما إلتقطت أذنيها حديثها
روحية راضية عليكم على طول اعملوا بس ليا زي ما أنا بعمل ليكم
شوفي آهو جبتي لينا الكلام
امتعضت ملامح روحية بعدما استمعت إلى رد زوجها لتقترب منه قائلة
هو ده اللي ربنا قدرك عليه يا رضوان ده انا واقفه في المطبخ بعمل ليك المحشي اللي أنت قولت نفسك فيه
قلبت سلسبيل عينيها بينهما وسرعان ما كانت تبتعد عنهما وهي ترفع ذراعيها بإستسلام
أنا بقول انسحب قبل ما يتقال ليا أنت السبب
على الفور رد والدها بعدما هرولت من أمامهم
محدش بيقلبها عليا غيرك وياريت بتقفي معايا
صدح صوت ضحكات سلسبيل على ما فعلته فوالدتها صارت لا تمرر أي كلمة لوالدها
في منزل سليمان الراشد والد حاتم
كان صوت السيدة فاتن يرتفع برفض قاطع لما يخبرها به ولدها
عايز تتجوزلي واحده من بتوع مصر لأ والف لا مالهم بنات عيلتنا ومعارفنا إسراء بنت عمك يعيبها إيه مال وجمال وعلام ولا أحلام بنت خالك دكتوره أد الدنيا
تنهد حاتم بمقت ثم نهض من فوق المقعد الجالس عليه ونظر نحو والده الذي يتخذ دور الصامت
دائما أمام والدته
قولت مليون مرة مش هتجوز من العيلة ولا من القرية نفسها و ماريهان اللي مش عجباكي ابوها مساعد وزير الداخلية وابن عمها الرائد ماجد زميلي ده غير باقي العيلة كلها رتب عالية
لوت السيدة فاتن شفتيها وكررت رفضها بتعنت
خلي الرتب والدبابير ليها أنا مش عايزه واحده مصراوية
بنظرة يائسه ألقى سليمان نظرة على زوجته التي لا يغادر التجهم ملامح وجهها ثم نهض حتى يترك لهم المكان
لو بنت ناس كويسين فعلا يا بني خد لينا ميعاد وسيب أمك على سواد الليل هتلاقيها وافقت ولانت
ابتسم حاتم لوالده الذي لولا ضعف شخصيته أمام والدته لكان تمنى أن يشبهه
أشاحت السيدة فاتن عينيها وأخذت تتمتم بضيق بأنها لن تذهب معهم
ولأنه كان يعرف طباع والدته كان متأكد أن ما يريده سيحدث
ست البيت القمر أطيب وأجمل ست في العيله
ابعد يا واد وبطل تضحك عليا
قالتها فاتن بعدما جلس جوارها وانتزعت ذراعها من قبضة يده ليقبل خدها مداعبا
لها بالكلام
بقى حضرت الظابط يتقلوا واد مقبولة منك يا ست الكل
في منزل جمال الراشد
كان الأمر مختلفا حيث جلست السيدة صباح صاحبة الوجة البشوش تنتظر سماع ما يتوق له قلبها
يا بني قول الخبر اللي نفسي فيه وريح قلبي
ابتسم سفيان ثم إلتقط كفوف والدته وقبلهم
هريح قلبك خلاص يا أم سفيان
بلهفة تساءلت
عجبتك واحده وعايزني اخطبهالك
ضحك سفيان على لهفة والدته لتعبس ملامحها بعدما أصابها الإحباط ثم دفعته بقبضة يدها على صدره بخفة
الوحيد في اخواتك اللي مش مريح قلبي
بقى كده يا أم سفيان
خرجت تنهيدة صباح برضى عن فلذة كبدها
لأ يا بني ربنا يرضى عنك بس لو تريح قلبي
اتسعت إبتسامة سفيان ليخرج الكلام منه دفعة واحدة مما جعل إبتسامة والدته تتسع
أنا فعلا لقيت بنت الحلال اللي الكل أجمع على أخلاقها وأدبها وأهلها ناس طيبين
الفرحة اخترقت قلب السيدة صباح وظهرت بنبرة صوتها
مين يا بني قولي واحدة نعرفها بنت ناس نعرفهم
إلتمعت عيني السيدة صباح وانتظرت
أن ينفلت الكلام من بين شفتيه
سلسبيل يا أمي
جلست سلسبيل
على فراشها تتثاءب بنعاس ثم
متابعة القراءة