دي واقفه بكل بجاحه
المحتويات
الحياة تسير و هي الوحيدة التي مازالت قاطنة بمحلها .. لا تتحرك ..
استمعت إلي نصيحة والدتها و قررت الذهاب إلي طبيب نفسي .. علها تخرج من دوامة الوحدة و الحزن التي وضعت حالها بها
رجل ستيني .. يغلب علي شعره الخصلات البيضاء التي تعطيه وقار يذكرها بوالدها..
جلست أمامه و هي تدقق في ملامحه و هي تحاول أن تتخيل أن الجالس أمامها هو والدها ابتسم هو ببشاشة و قال
تمام
قالتها بصوت خفيض و عيون زائغة كأنها ضائعة وسط بحر لا يوجد فيه قارب للنجاة
هز رأسه بتفهم لحالتها و قال
باباكي الله يرحمه ټوفي بقاله قد أية
بقاله خمس شهور ..
الله يرحمه .. زين بيه كانت سمعته طيبة جدا
هو حضرتك كنت تعرفه..
هتفت نور بها و هي تنظر له بلهفة و كأنها تنتظر أخبار عن حبيبها الغائب ليبتسم و قد بدأت تتجاوب معه و قال
بجد .... و كان بيحكي لحضرتك أية كمان عليه !
بدأت حالتها تتحسن و هي تستشعر حنان الأب بهذا الطبيب الذي لا يعاملها كمريضته بل كابنة له..
و بعد عدة زيارات متتالية
لازم بقا تنفذي وعدك و تبدأي تحكيلي ..
ابتسمت له و قالت برقتها المعهودة
عايزني أبدأ أحكي من فين بالظبط
من أول لما أنتي تحسي أنك عايزة تحكيمن أول لما تحسي أن المشكلة بدأت..
شوف يا دكتور محسن ...
من وجهة نظري أنا ان المشكلة بدأت من أول لما ليلي سافرت
قولتيلي ليلي تبقي أختك صح !
امم.. كملي .. اية المشكلة اللي بدأت مع سفر ليلي
سفر ليلي أصلا هو اللي كان مشكلة ..
وضحي أكتر يا نور .. أحكي كأنك بتفتكري مع نفسك كأني مش موجود .. متستنيش أني أقولك كملي .. احكي و بس
أحنا اربع بنات توأم ... انا و ليلي و فاطمة و هنا .. أحنا كنا متعلقين ببعض بطريقة خرافية ... بنحب بعض جدا .. مكناش متخيلين أن في حاجة ممكن تبعدنا عن بعض .. لحد ما خلصنا الاعدادية و كنا داخلين ثانوي ... ليلي ساعتها طلبت من بابا أنها تسافر ألمانيا و تكمل دراستها الثانوي هناك و تدخل كلية طب كمان هناك.. المشكلة بقا بدأت بعدم تقبلنا لسفرها .. زي ما قولت لحضرتك .. تعلقنا ببعض كان كبير .. لكن ليلي كانت بتبص لمستقبلها.. مقدرش اتهمها بالأنانية زي ما فاطمة ما أتهمتها .. لأنها كانت أكتر واحدة متعلقة بليلي .. لكن اللي حصل بعد كدة أن فاطمة بدأت تدخل في حالة اكتئاب و مكنتش متقبلة سفر ليلي .. و بدأت فاطمة تبقي عدوانية جدا مع ليلي في كل إجازة هي بتنزل فيها ... لدرجة ان ليلي مبقتش عايزة تنزل إجازات خوفا من تصرفات فاطمة معاها و اللي بابا و ماما حاولوا كتير يمنعوها و يقوموها بس مفيش فايدة ..
مش فاهمة قصد حضرتك ..
يعني ممكن تكون غيرة مثلا أن والدكم سفرها هي بس و أنتم لا او حاجة زي كدة ..
لا لا ... مش دة تفكير فاطمة نهائي ... لأن فاطمة عارفة كويس أنها هي كمان لو طلبت من بابا يسفرها هي كمان مكنش هيمانع .. فاطمة بس مشكلتها انها حساسة اووي ... مكنتش قادرة تتقبل بعد ليلي عنها لحد ما الموضوع اتقلب انها تبقي عدوانية معاها
توأمنا يعني .. بس بعد كدة فرحنا بدأ يتحول لخوف لما تخيلنا رد فعل بابا لما قالتلنا أن هي بتحب دكتورها في الجامعة اللي كان وقتها عنده ٣٥ سنة !!
طبعا كانت صدمة بالنسبالنا .. دة اكبر منها بخمستاشر سنة ..
يا له من ماض مؤلم .. أخرجتها منه صوت الدقات علي الباب حينما سمعت صوتها الدافئ هاتفا
نور .. نوري .. أنتي صاحية
ابتسمت بدفئ و هي تستمع إلي شقيقتها الحبيبة لتقول
أدخلي يا ليلي ..
فتح الباب لتطل منه بقامتها القصيرة و تسير بابتسامة جميلة و لكن من كثرة الحزن أصبحت باهتة.. جلست علي الفراش أمامها و قالت
عاملة أية !
كويسة .. المهم أنتي بقالي يومين شيفاكي مش مظبوطة .. مالك !
تنهدت و هي تنظر أرضا و تحدثت بحزن دفين قائلة
فارس رجع !!!
كان ينظر إليه و هو قاطب حاجبيه و قال بسخط
و مسمعتهاش ليه يا فالح !!
اسمع اية يا فارس .. بقولك كانت واقفة.. افهم منها أية !!!
مش يمكن عندها مبرر يا يوسف ..
نظر له و كأنه كائن فضائي و قال
مبرر!!... يعني أنت لو كنت لقيت ليلي واقفة واحد تاني هتقف تسمعها و
متابعة القراءة