رواية قطة تتحدى الفهد بقلم هالةالحسيني

موقع أيام نيوز


...
بدور انا فعلا مټألمة .. فعلا جوايا كلام كتير اوي ..بس انا عمري ما حكيت لحد عن اللى جوايا 
ثائر تسمحي تحكي لصديقك المؤقت 
صمتت بدور قليلا ثم بدأت تتكلم بنبرة حزينة ..
بدور لما اتولد كان سيد هو ابويا و امي كانت كل حياتي كان سبد بيعاملني كبنته بجد و كان بيوديني المدرسة و يجيب ليا لعب ..و انا كنت البنوتة الشقية اللى بتضحك دايما و حياتها كلها مامتها و بابها لحد ما بقى عندي 18 سنة كنت نجحت في تالتة ثانوي و جايبة مجموع حلو اوي ماما تعبت ..تعبت اوي و علشان ظروفنا كانت وحشة و العلاج كان تكاليفه كتيرة حاولنا على قد ما نقدر نعالجها بس ماټت ..تعبت و عيط كتير اوي .. امي راحت و انا عندي 18 سنة مر شهر او اكتر و بدأ سبد يظهر على حقيقته و


دخل عليا بواحدة غريبة و بيقول انها مراته و لما قولت ازاي و كدة قالي بكل وضوح اني مش بنته الدنيا اسودت في وشي .. مش بنته و حكالي ان ماما جت و هي حامل و مكانش حد يعرف غيره و اتجوزها علشان يسترها عليها لكن مين ابويا ميعرفش و خد عندك كل خناقة بيني و بينه يقولي مش كفتية منعرفش لا اصل و لا فصل ليكي و لامك و كلام من قلبك يحبه دخلت الكلية و کرهت الناس و کرهت كل حاجة اتعلمت ان لما حد يقولي كلمة ارد بعشرة مكانش ليا صحاب بعد عن الكل .. كل اللى كنت بعمله اني اجتهد و ارجع البيت الاقي طنط بثينة بتحاول تخليني اعتبرها امي .. هي طيبة اوي و مش وحشة و لما جابت يوسف حياتي اتملت بيه بس بردو مسلمتش من سيد و كلامه اللى زي السم و لما اتخرجت و دورت على شغل لاقيت شركتك ادامي و قدمت و اتقبلت و كله كان تمام ..لحد ما ابوك بدء لعبته و كان عايز يتجوزني و سيد بكل بساطة كان هيرميني ليه من غير ما يعمل حساب لأمي او للذكريات اللى بينا .. لكن انت جيت و دفعت اكتر و كسبت في النهاية ... انا بكره سيد ده اوي ..اوي 
ثائر انا جانبك و محدش ھيأذيكي تاني انا صديقك المخلص
ابتسمت بدور و قالت شكرا ... انا هطلع انام تصبح على الخير 
ابعد يديه و قال و انتي من اهله 
فتقوم بدور و تتجه الى الداخل و هي تشعر بأن قلبها سوف يخرج من مكانه .. بينما تابعها ثائر بنظراته حتى اختفت فيبتسم ..لا يعلم لماذا يشعر بسعادة و راحة ..لكن كم يكون هذا الشعور رائع ...
و ما الاتي ايها الفهد و ايتها القطة ..هل سينتصر القلب و تعشقا بعضكما ام سم الافعى ستلدغكما و ينتهي الحب للابد
الفصل الخامس 
...قبل موعد الحفل بيوم..
كانت بدور تجلس في الشرفة و تنظر للنجوم ..و شاردة ..و بينما هي هكذا دخل ثائر الشرفة و استغرب حالتها ...فجلس امامها و لن تنتبه له ..لذلك قال ...
ثائر بدور 
انتبهت بدور له و نظرت له و قالت ايه ده انت دخلت امتى
ثائر بجد ماخديش بالك مني
بدور الصراحة لا اصل كنت سرحانة 
ثائر هو ليه دايما بتبصي للنجوم ..دايما بلايقكي بتبصي للنجوم
ابتسمت بدور و قالت الانسان العادي يشوف النجوم جسد صلب ملهوش معنى في حياته و برغم جماله من بعيد إلا أن لو انت قربت منه هتتحرق .. النجوم دي ليها ميزة عجيبة ..من بعيد او الظاهر ليك يبان انها جميلة .. جميلة جدا لكن كل ما تقرب منها اكتر يزيد دافع الهروب لان يظهر لك انها ممكن تأذيك بنارها ..و دي ميزة هتبقى في شخصين الاول الخبيث اللى يظهر لك الحاجة الكويسة و الخير و هو في الاصل عايز يأذيك ام التاني فهو يبان جميل اوي من بعيد لكن لما تقرب منه تلاقيه تعبان و عاكس اللى احنا شايفينه من بعيد ..فهمتني
ظل ثائر ينظر لها متأمل اياها و قد اعجبه كلامها بشدة فأبتسم و قال عندك حق كلامك صح... انتي غريبة اوي على فكرة
بدور بتساؤل ليه
ثائر بتنهيد يعني خليط من بنت الحارة و فيلسوفة ..خليط من قوية و ضعيفة انت خليط من حاجات كتير
بدور بص يا ثائر .. انا اللى شوفته علمني ..علمني مضعفش ادام اي حد ..الفلسفة مش شرط نتعلمها الفلسفة لغة الناس احنا احيانا بنتكلم بطرق فلسفية و منطقية و احنا مش واخدين بالنا فهمتني 
ثائر و هو يهز راسه اها فهمتك 
بدور بس انت بردو غريب ..بتبقى قاسې فجاة و حنين فجاة و كاره فجاة و صديق فجاة ..يعني مش محدد نفسك يا ثائر 
ثائر انا شخصيا مش عارف ايه اللى بيحصل ..تعرفي يا بدور اول شوفتك فيها قولت ايه ..قولت انك مچنونة
 

تم نسخ الرابط