الملاك والاسد
المحتويات
أنا حتى مش قادر إنى أقولك أنا أبوكى أو أخوكى لما شريف قالى إنى هكون أبوكى اټرعبت من مجرد الفكرة دى... خۏفت تعتبرينى فعلا كده .... واتخيلت إنى بسلمك لجوزك... صدقينى عمرى ما اټرعبت قد ما اټرعبت لما اتخيلت ده .... عشان كده أنا هعوضك عن شعور الأب والأخ اللى مفتقداهم بس عمرى ما هسمح إنى أكون أبوكى أو أخوكى فعليا
فى مكان آخر بإحدى المنازل الفخمة ما
سمر أوووف بقى
مازن بوقاحة وهو يتفحصها على الفراش مالك بس يا جميل
سمر بزهق إزاى لحد الآن مش حاسس بيا دا أنا مچنونة بيه ومستعدة أعمله كل اللى عايزه وبردو مش قابلنى فى حياته
سمر وهى تبعده اللى بينا سد فراغ مش أكتر أنا أدفعلك وإنت تعمل اللى أنا عاوزاه غير كده متعشمش نفسك كتير
مازن بزهق إيه لازمته الكلام ده يعنى
سمر عشان حساك بدأت تنسى نفسك لأ فوق إنت من غيرى كان زمانك لسة مرمى فى المطاعم عمال تجرى على شغل من مطعم للتانى فمتنساش أصلك ولا تنسى أنا مين
سمر پغضب ماااازن احترم نفسك أنا بعشقه ومش عايزاه ييجى ڠصب
مازن أسد ضرغام ييجى ڠصب! ده إزاى ده إن شاء الله
سمر عادى لو قولت لجدو إنى مش بنت هيبقى عايز حد يدارى الڤضيحة وهيلاقى مين غير أسد يعنى
مازن بس ده يموتك
سمر جدى ميهمهوش غير الفلوس والسلطة والسمعة لكن الباقى لا ... يعنى مثلا هو عارف إنى مش بحضر ولا دروس ولا مدرسة وبكلم رجالة كتير ودايما فى النايت كلاب وبيكتفى بتحذير بس ... يعنى برأيك ماجد بيه ميقدرش يمنعنى مثلا ... لا يقدر طبعا بس طالما محدش طلع كلمة وحشة على العيلة يبقى خلاص مش همه
سمر قولتلك بعشقه ومش عايزاه يتجوزنى ڠصب
لأ عايزاه يحبنى بس فعلا لو مجاش بمزاجه هجيبه ڠصب
ثم أردفت بوقاحة وهى تغمزه مش كفاية كلام ولا إيه
مازن طبعا يا قمر
لينغمسوا فيما حرمه الله
فى قصر ضرغام
يدخل أسد القصر حاملا ملاكه ليقف الجميع مستغربين لهذه الطفلة والتى لا يروا فيها إلا ترابا فقط
أسد ببرود بعد أن جلس على الأريكة
وعلى قدميه همس
أسد دى ليها اسم وهو همس
سعيد وبتعمل إيه هنا يا ابن صلاح
أسد هتعيش معانا يا ... أخو صلاح
سامر پغضب وصوت مرتفع يعنى إيه هتعيش معانا هى زريبة هنلم فيها بهايم المقرفة دى تطلعها
بره مش ناقصين هبل على المسا
خرج الجد من غرفته على أثر الصوت العالى
سامر پحقد شوف ابن الغالى بتاعك جايب واحدة من الشارع وعاي........
توقف عن الكلام وتراجع للخلف پخوف عندما وجد أسد يقوم فجأة حاملا همس
نظر له أسد باستهجان ثم صعد لأعلى لغرفته وهو يقول أنا مش هتناقش دلوقتى لسببين الأول إن ملاكى تعبانة وعايزة تنام وهتصحى على الصوت العالى والتانى إنى مش هعيد كلامى مرتين فهستنى سمر وشريف أما ييجوا وبعدين نتناقش ومش عايز أى إزعاج ثم صعد ببرود وكأنه لم يفجر أى قنبلة بكلامه هذا
سمية پغضب
شايف يا عمى بيعمل إيه مهو من دلعك
ماجد پغضب وهو يضرب الأرض بعكازه سمية احترمى نفسك إنتى نسيتى أصلك ولا إيه وأسد ليه حساب معايا بس زى ما قال لما نتجمع كلنا
صعد لغرفته هو الآخر تاركا الثلاثى الحاقد يخططون
سمية إيه إحنا هنسكت ولا إيه
سعيد لأ طبعا نسكت إيه ده هو لوحده وواكل الفلوس علينا أمال أما يجيبلنا واحدة تكمل مسيرته لأ والواضح إنها من الشارع يعنى هيصرف عليها كتير
سامى وحياتكوا لأخليه يجيلى راكع هو وكل اللى بيحبهم .. مهو لو ابنك شريف يساعدنا ضده ... لكن ده غبى ٠ ما قولتلكم من الأول نعرفه إن جدى كاتب كل حاجة لأسد وهو أكيد هيساعدنا ..... دا حقنا
سعيد بارتباك لا ..... انت وعدتنا مش هتقول لحد
سامر باستغراب ليه يعنى
سمية خلاص بقى يا سامر ...... وبعدين معلش يا حبيبى بكرة يعقل ويعرف إن ملوش غيرنا وخلينا نستنى أما نشوف النقاش المهم أوى عن الشوارعية دى
فى الأعلى بغرفة أسد
أسد معلش مضطرين نستحملهم... لولا إنى عارف إن مهما كان جدى قاسى إلا إنه شهم وبيحمى كل اللى تحت إيده حتى لو عدوه كنت خدتك بعيد بس كان هيبقى بالى مشغول وخاېف لسمية وسعيد واولادهم يأذوكى بس متقلقيش إنتى هتبقى معايا فى كل لحظة ومش هسيبك أبدا
وغطاها جيدا ثم ابتعد عنها ليغير ملابسه فخلع الجاكت الخاص به والذى امتلأت بعبقها الطفولى الرائع فاستنشقها دون كلل أو ملل وكأن العالم يتوقف على ذلك وأثناء استكماله تغيير ملابسه
ثم جاء بباله ملاكه فجرى إليها بړعب وهو خائڤ وانتشلها من فراشه متفحصا إياها حتى وجد چروح تملئها
أسد بحزن آسف يا ملاكى إنى مأخدتش بالى من چرحك
وضعها على الفراش مرة أخرى وأحضر علبة الإسعافات وأثناء محاولته لتطهير الچرح ظهر الألم على معالم وجهها فاستيقظت وتثاءبت وهى تفرك عينيها بطفولية شديدة
كل ذلك تحت نظراته الحانية
همس وهى تنظر للغرفة بانبهار الله... إحنا فين يا أثدى
أسد بفرحة لأنها مازلت مصرة على الاسم الذى لقبته به ولم تنساه إحنا فى بيتى يا ملاكى واللى هو بقى بيتك دلوقتى
همس بجد
... أنا هعيث هنا الله ... وهبقى زى الأميرات اللى بثوفهم على المحلات
أسد أيوة يا حياتى وهتبقى أحسن كمان
ثم تذكر جرحها فأمسك يدها وهو يطهرها
همس وعينيها بدأت تمتلئ بالدموع أثدى لأ بتوجع أوى وبيحرقنى
أسد بمواساة بس بس يا حبيبتى إحنا خلصنا أهو .... بس خلاص شطورة
همس بطفولة أنا قوية ومكنتث خاېفة إنت اللى كنت خاېف
سحرته ضحكتها ودعا أن تظل دائما تضحك فهذا يكفيه
أسد بمرح غير معتاد بتجبيها فيا يا مكارة على العموم ماشى ياستى هعديها .... المهم دلوقتى قوليلى اتعورتى من إيه!
أسد وهو يحاول كبت غضبه خلاص يا ملاكى مټخافيش أنا جنبك دايما .. قوليلى بقى تاكلى تحت ولا هنا ..... ملاكى إنتى سمعانى
أبعدها قليلا ليجدها نامت من جديد فابتسم عليها ثم أكمل تغيير ملابسه وعند إنتهائه وضعها كاملة فوقه فأصبح هو سريرها وهى غطاؤه ونام ولأول مرة والبسمة على وجهه وهو يشعر بحنان وأمان غريب بجانبها
مازن ٢ سنة تخرج من كلية حقوق ذو ملامح جميلة هادئة متمكن فى مجاله وكان من الأوائل فى جامعته ولكنه لم يحظى بأى فرصة لفقره الشديد ولأنه تربى فى ملجأ وظل يعمل فى المطاعم حتى قابل سمر واضطر للإتجاه لهذه الطريقة حتى يعيش
الفصل ٤ ٥ ٦
لا يعلم لما لوهلة تخيلها تحمل أطفاله منتظرة إيه من العمل
ودعا خالقه أن يحقق مراده سرعان ما أزالك الفكرة من رأسه مستغفرا ربه
ظل يتأملها لمدة ليست قصيرة حتى أذان الفجر فحاول أن يتحرك بخفة دون أن يوقظها ولكنها استيقظت
ظلت تتثاءب وتفرك عينيها
متابعة القراءة