قصه كامله بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
لايزال نائما...
سارت على أطراف أصابعها نحو غرفة الملابس
لتختار لديها و هو عبارة عن فستان
أسود اللون أبرز لون بشرتها الأبيض و بحمالتين رفيعتين ضيق و قصير حتى أن سيلين شعرت
بالخجل من الظهور به أمام سيف لكنها أقنعت
نفسها بأنه زوجها و ان من حقه رأيتها
بهذه
رمت المنشفة بعد أن تأكدت من تنشيف شعرها
توجهت نحو التسريحة لتملأ وجهها بمساحيق
التجميل حيث وضعت كحلا أسودا أعطى لعينيها
الزرقاء نظرة جريئة و زينت شفتيها بلون أحمر
داكنا ثم رشت عطرها ببذخ حتى سعلت...
وضعت القارورة أمامها ثم إلتفتت نحو الفراش
حيث كان سيف لا يزال نائما يبدو أنه تعب كثيرا
الاستيقاظ باكرا حتى لا تفوته صلاة الفجر ثم
يتدرب لساعة كاملة و أحيانا أكثر و بعدها يعود إلى الجناح حتى يستحم و يوقظ سيلين
لتحضر لهما طعام الإفطار فهي وعدته بذلك
و كم كانت تلك المهمة صعبة...لذلك إلتجأ
لإعتماد الطرق الرومنسية ....و قد نجحت معه
اووف مش لاقية حتى وردة بلاستيك في الاوضة
دي . تمتمت و هي تتحرك نحوه لتجلس
أمامه و تبدأ في إيقاضه برقة....
سيفو...حبيبي...يلا قوم وحشتني....
غمغم سيف بنعاس و هو يرفع ذراعه
ليسحبها نحوه..
إنت إيه اللي قومك من جنبي تعالي ...
تحركت سيلين حتى تمنعه لكنها لم تستطع
لتجد نفسها ملتصقة به تحت الغطاء...تحركت
إنت بتعمل
إيه سيبني انا مش عاوزة
أرجع أنام...
أرخي يده قليلا ثم أدخل يده الأخرى تحتها
و شبكهما معها رافعا بجسدها إلى الأعلى قليلا
حتى أصبحت فوقه قبل أن يفتح عينيه
بهت سيف من كلامها رغم انه بدأ يتعود قليلا على
جرأتها و قد أعجبه ذلك كثيرا.. أخفض بصره
مممم داه إحنا جاهزين كمان .
شهقت سيلين و توسعت عيناها بعد أن فهمت
مقصده لتحرك رأسها برفض قائلة بارتباك
و هي تبحث عن حجة ملائمة ..
لالا...أنا... انا جعانة.... أيوا يلا خلينا ننزل
عشان نفطر مع بعض تحت.
إبتسم سيف عليها فهو يعلم بأنها قد إستيقظت
باكرا حتى تتجهز للنزول لترى والدتها التي
إرتداء هذه الملابس الجميلة لإرضاءه
فهي تخاف أن يغضب منها بسبب غيرته
المفرطة...لكن الشيئ الوحيد الذي
لازال يشغل باله و يقلقه كثيرا هو جهله
إن كانت تحبه بصدق أم لازالت مجبرة عليه
لذلك تسايره و توهمه بأنها سعيدة معه
و حتى لو فعلت ذلك أليست هذه هي غايته
الوحيدة أن تبقى معه إذن لما يهتم..
لكنه يريدها عن طواعية و ليس رغما عنها ..
تنهد بضيق بسبب تلك الفكرة المقيته
و تجهمت ملامحه لټموت تلك اللمعة التي
كانت تشع في عينيه منذ قليل ...
إنقلب ليتمدد على ظهره غير منتبه لسيلين
التي شعرت بتبدل حالته لتستند على صدره
تسأله..
حبيبي إنت كويس...أنا كنت بهزر معاك
مش جعانة و لا حاجة.. هرجع أنام المهم متزعلش
مني.
كلماتها الرقيقة عوض أن تواسيه زادت من
إشتعال ناره بداخله لتؤكد له جميع إفتراضاته
التي بدأت تتغلغل داخل تفكيره.. رمقها بنظرة
غير مفهومة دون أن يجيبها ليميل نحوها قليلا
و يبعد خصلات شعرها التي نزلت على
وجهها هامسا بتردد لا يعرف كيف يصف
إحساسه في تلك اللحظة فقد كان شعورا
يشبه الخۏف أو الترقب...
إنت بتحبيني بجد
لم تصدق سيلين نظرات الضياع التي
لمحتها داخل مقلتيه و رغم سؤاله الغريب
الذي طرحه عليها إلا أنها أصبحت تعلم
ما يفكر به كفاية....
أخذت نفسا طويلا ثم نفثته بهدوء
قبل أن تردف بصوت رقيق..
قلبك بيقلك إيه
لاحت شبه إبتسامة على شفتيه من إجابتها
فمنذ متى تعلمت هذه الإجابات العميقة
و هي التي لم تكن تستطيع تركيب جملة
صحيحة قبل شهر من الان...نفى تلك
الأفكار الثانوية من رأسه ليجيبها مركزا
على زرقاوتيها اللامعتين اللتين
كأنتا ترمقانه بحب جعل تفكيره يتشوش..
مش عارف...مش بثق في قلبي كثير عشان
عارف إنه مش هيدلني على الحقيقة...
أفلتت منها ضحكة ناعمة قبل أن تهتف
بما جعله لوهلة يعتقد أنها قرأت أفكاره ..
أنا عارفة قلبك بيقلك إيه...بيقلك إني
بحبك و بمۏت فيك بجد و إني بحاول بكل جهدي
إني خليك تثق فيا و تبطل تخاف و تشك
إني ممكن أتخلي عنك في يوم...صدقه...
صدقه يا سيف عشان ترتاح و تشيل الأفكار
اللي ملهاش لازمة دي...لو كنت بمثل عليك
كنت كشفتني من أول مرة و إلا إنت فقدت
قدراتك يا شبح ...مش إسمك الشبح بردو .
أجابها بكل هدوء..
أه...الشبح اللي بيقدر بسهولة يعرف اللي
قدامه بيفكر في إيه
ردت عليه بنبرة شبه ساخرة مشككة
في حديثه..
ممم و لما إنت كده.. ليه مش قادر تعرف
إذا كنت بحبك بجد و إلا بمثل عليك.
أصدرت شهقة خاڤتة عندما دفعها بلطف
لتصبح تحته كما كانت منذ قليل...بينما إسودت
عيناه بنظرة تعرفها جيدا و هو يقول لها..
عشان إنت مش قدامي.. إنت جوايا و في
قلبي.
لم يتركها لتجيبه حتى بل وجدت نفسها
في خلال لحظات بين يديه في عالم آخر
مليئ بالعشق الخالص....
منتصف النهار.....
كانت سيلين تنزل الدرج و سيف وراءها
و الذي كان يضحك باستمتاع على تذمرها
ينفع كدا جيت عشان أفوقك...خلتني أرجع
أنام ثاني.
أسرع سيف نازلا عدة درجات ليلتقطها
بخفة رافعا جسدها الصغير بذراعيه
القويتين إلى الأعلى لتصرخ سيلين پذعر..
يا مچنون..هتوقعني.
تعالت ضحكاته و هو يتلقفها من جديد
و يكمل سيره نحو طاولة الطعام حيث
كانت والدته سميرة و عمته هدى تنتظرانهم
لتناول طعام الإفطار..
وضعها على الأرض ثم إحتضن والدته و قبل
يدها هامسا في أذنها..
وحشتيني أوي.
سميرة بحنو..و إنت كمان يا حبيبي...مبسوطة
اوي عشان شفتك النهاردة.
أما سيلين فقد شعرت أن روحها قد عادت
إليها عندما رأت أمامها والدتها بصحة جيدة
إزيك يا قلبي عاملة إيه.. طمنيني عليكي
إنت كويسة... .
ضحكت هدى على طفلتها التي كانت تتشبث
بها بقوة و تجذبها نحوها لتطمئنها حتى تتوقف..
ما أنا أهو قدامك زي الفل.. الحمد لله.
غمغمت سيلين و هي تمرغ وجهها في صدر والدتها
رافضة الإبتعاد عنها هامسة بصوت باكي و هي
تتذكر محاولات سيف لإبعادها عنها..
لا أنا هجيبلك الدكتور عشان أطمن عليكي
أكثر.
أبعدتها هدى عنها ثم أحاطت وجهها بيديها
مقبلة جبينها برفق قبل أن تقول لها مطمئنة إياها
أنها بخير و لا تحتاج لشيئ..
مفيش داعي يا قلبي... أنأ كويسة متقلقيش
عليا...خليني أسلم على سيف.
تنحت لترحب بسيف الذي كان يرمق سيلين
بغيرة لم يستطع إخفاءها..
حمد الله على السلامة يا حبيبي...يارب
تكونوا إنبسطوا في رحلتكوا.
إنحنى سيف برأسه قليلا ليقبل يدها كما فعل
مع والدته ثم إستأنف حديثه..
شكرا يا طنط.. أه جدا اول مرة أتبسط في
حياتي كده.
إبتسمت هدى له و هي تتمتم بدعاء بينما
كانوا يتجهون نحو طاولة الطعام...
جلسوا و
بدأوا يتناولون الفطور بينما إكتفى
سيف بشرب فنجان قهوة...كان يراقب پغضب
مكتوم زوجته التي كانت لا تزال متمسكة
بوالدتها و كأنها طفلة صغيرة و قد ضايقه
ذلك كثيرا فتلك القبلات و الاحضان و المشاعر
الفياضة التي وهبتها لها من حقه هو فقط
ترشف قهوته بصمت و عيناه لا تحيدان عنها
يفكر في طريقة لإبعادها عنها او تذكيرها
بحديثها بأنها سوف تحبه هو فقط...حتى
سألته والدته عن آدم لتتجهم ملامحه و تظلم
عينيه پغضب حارق فتلك كانت القطرة التي
أفاضت كأس صبره ليهدر بحدة
مش عاوز حد يجيب سيرة الكلب داه
قدامي ...لولا خۏفي من ربنا كنت قټلته من
زمان...
سميرة باصرار فهي كانت تريد معرفة إن
كان إبنها له علاقة باختفاء آدم فجأة..
بس جدك عاوز...
إنتفضت بفزع عندما هوى سيف بقبضته
على الطاولة مقاطعا إياها هاتفا بحدة..
خلاص يا أمي قفلي السيرة دي و آخر
مرة اسمع فيها الموضوع داه في بيتي....
إستقام من مكانه پغضب رامقا سيلين بنظرات
حاړقة و كأنها قټلت له عزيزا عليها لدرجة أن
هدى إستغربت و نظرت
لها لتسألها بعينيها
مالذي يجري لكن كيف ستجيبها المسكينة و هي
نفسها لا تعلم مابه...
نظروا في أثره و هو يتجه نحو الأعلى لتتأفف
سميرة و تغادر الطاولة هي أيضا بعد أن رمقتهم
باشمئزاز كعادتها...لم تهتم بها هدى بل سألت
إبنتها هامسة لها..
إنت مزعلة جوزك يا سيلين
سيلين بنفي
لا ياماما ما أنا قدامك معملتش حاجة و نزلنا
و إحنا مبسوطين... بس هو إتضايق لما طنط
سميرة سألته عن آدم أصله بيكرهه اوي .
سميرة بقلق..ربنا يستر... طب يلا روحي وراه
شوفي ماله.
مطت سيلين شفتيها بملل لأنها كانت تعلم
أن سيف غاضب منها بسبب تعلقها بوالدتها
لكنها لم تخبرها...ضحكت بداخلها باستهزاء
و هي تتخيل أن ردة فعل هدى عندما تعلم
أن زوج إبنتها مهوس بها و يغار عليها حتى منها....
وضعت المنشفة على الطاولة ثم إستقامت من
مكانها لتلحق به...صعدت الدرج و هي تفكر
كيف ستكون ردة فعله عندما يراها أمامه
من المؤكد أنه سيأنبها و يذكرها بوعدها
له عندما كانوا في الجزيرة...
في قرارة نفسها تعلم أنها ليست مخطأة فتلك
والدتها و من الطبيعي أن يشتاق أي شخص
لمن يحبهم....لما يجب عليها هي فقط أن تتنازل
لما لا يحاول هو الإصلاح من نفسه لأجلها
أخذت نفسا عميقا و هي تفتح باب الجناح
و تدلف باحثة عنه لتجده يقف في الشرفة
واضعا يديه في جيوب بنطاله...
في تلك اللحظة إبتسمت سيلين متناسية
كل ڠضبها منه و هي تشعر بقلبها يقفز داخل
أضلعها من شدة فرحتها برؤيته لتعترف
للمرة الالف بأنها تهيم عشقا بهذا الرجل بكل
عيوبه و سيئاته...
لم تشعر بنفسها إلا و هي تسارع نحوه
مردفا بوجه مسود من شدة الڠضب..
إيه اللي جابك دلوقتي... كنتي قعدتي
في حضڼ مامتك اللي وحشاكي... روحيلها يلا
انا مش محتاجك جنبي مش محتاج حد .
توقف عن الحديث و هو يتنفس بصوت مرتفع
بينما كان صدره يعلو و يهبط من شدة إنفعاله
دفعها بقوة من كتفها بعد أن جن جنونه
بغية طردها من الغرفة..
يلا غوري مش طايق أشوف وشك قدامي
برا.... برااااا.. كلكوا كذابين زي بعض...
حاولت سيلين التكلم و قول أي شيئ لتهدأه
لكنها لم تستطع لأنه لم يسمح لها..فكل همه
هو كان التخلص منها شعرت سيلين بالذعر
من مظهره الغاضب و من تغيره المفاجئ
لتقرر المغادرة و العودة لاحقا لكنها.....
الفصل الثاني عشر
فصل خاص بفريد و أروى....
دلف فريد جناحه ليجد أروى تجلس على
سجاد الصالون و بجانبها لجين...توسعت
عيناه بدهشة و تقزز في نفس الوقت و هو يراهما تتوسطان عشرات الأطباق المليئة بالطعام
التي أرسلتها لها يارا مع السائق من
مطعمها الجديد أروى كانت تلتهم شرائح البيتزا بشراهة مصدرة
أصواتا متلذذة و كأنها
لم تاكل الطعام منذ أيام...أما صغيرته فكانت
تمسك بموزة و تعضها بأسنانها الصغيرة
ملطخة وجهها و يديها و ثيابها...المكان كان
في حالة مزرية و رائحة الطعام تملأ أنحاء
الجناح...
إستند على باب الغرفة و هو يضحك بصوت خاڤت
سرعان ما أصبح أعلى قليلا بعد أن سمع أروى تخاطب لجين التي أمسكت إحدى
السكاكين الصغيرة..
إيه دا يا لولا...هو إنت ناوية تاكلي البنانة
بالشوكة و السکينة زي ستك سناء...
أخذتها منها بسرعة حتى لا ټأذي نفسها
ثم تناولت منديلا ورقيا و بدأت تمسح لها
وجهها و ثيابها مستأنفة ثرثرتها من جديد..
شفتي بنت المحظوظة مرات عمك.. بيضالها
في القفص..عشان بقت حامل جابلها مطعم
بحاله اه طبعا فرحان عشان هيبقى أب و هي
هتبقى أم..
مصمصت شفتيها و هي ترمي المنديل و تمسك
بشريحة البيتزا لتكمل أكلها قائلة بسخرية
قال يعني هتبقى أم كلثوم دي بالكثير هتبقى
أم علي و إلا أم زعيزع..أهما الرجالة كده بياخذونا مادوموازيلات و يسبونا أمهات..شهقت
فجأة مضيفة بنبرة مستغربة... يكونش بيعوضها
على العلقة اللي خدتها من يومين.. ييييه
متابعة القراءة