قصه كامله بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
تعتقلك إنت
و الجاردز بتوعك ...
رمش الاخر بعينيه رامقا شقيقه بلامبالاة
مما زاد من ڠضب فريد و هيجانه و لولا وجوده
الحراس لإنقض عليه...أشار لهم صالح حتى أمسكوا
فريد فهو طبعا
لايريد أن يتشاجر معه الان
ثم سار متجها نحو جناحه لتعترضه أروى في
الرواق التي إندفعت نحوه تضربه على كتفه و تشتمه بعبارتهاالشعبية التي تميزها..
في شوية البغال بتوعك....
رغم غضبه منها لكنه لم يكن يريد إيذاءها
بينما كان فريد ېصرخ وراءه محاولا الإفلات من
رجال الحراسة..سيبها ياحيوان...بقلك سيبها .
حرك صالح عيناه بملل مفكرا في طريقة حتى يتخلص فيها من هذه العلقة المزعجة التي إلتصقت به رغم حجمها الصغير إلا أنها كانت تكيل له الضربات بكل جهدها بالإضافة إلى صړاخها و شتائمها التي
صړخ بصوت عال و هو يهزها بغير عڼف
بعد أن
جعلت صبره ينفذ..
كفاية بقى... إخرسييييي... أنا مش طايق أسمع صوت حد و قبل ماتدافعي عنها روحي شوفي هي عملت إيه الهانم بتاخذ دواء إجهاض عشان ټقتل
إبني اللي في بطنها .
إستغل صالح دهشة أروى و تصنمها ليتخلص منها
بسرعة و صعد الدرج تاركا إياها في حالة من
عن التحرك رغم أن الحرس كانوا قد تركوه
و إصطفوا أمام الباب مطئطئين رؤسهم
إلا أنه كان في عالم آخر ....
فكل حماسه و ثورته الداخلية إنطفأت فجأة كجمرة مشټعلة سكب فوقها كوب مياه....
فما قاله صالح كان بمثابة قنبلة و كأنه وصف
حكايته لكن بأسلوب آخر...إندفعت نحوه أروى
كلم البوليس يا فريد خليه ييجي... أخوك لازم يتقبض عليه داه مچرم ھيقتلها... فريد إصحى مش وقته... فريد...
هزت ذراعه عدة مرات حتى تجعله يستوعب كلامها لكنه لم يحرك ساكنا بل ظلت نظرته شاردة
و هو يتمتم..
خلينا نطلع فوق...بكرة الصبح هكلم سيف و هو هيتصرف .
عارضته أروى رافضة..
مستحملة جنان ابوه بس عشانه... صدقني يافريد يارا مظلومة و انا متأكدة....
قاطعها فريد و هو ينظر نحوها..
أروى كفاية أنا قلتلك هتصرف...إرفعي الطرحة شوية عشان شعرك باين...
الأخرى معترضة..
أنا هطلع أجيبلها غطا....عشان الأوضة فاضية
انا مش عارفة أخوك داه شيطان و إلا حيوان و إلا إيه صفته...
فريد و هو يدفعها أمامه برفق حتى تسير..
بكرة هنتأكد من كلامه متقلقيش و لو طلع بېكذب أنا بنفسي اللي هعاقبه .
أروى بشك..و هو أخوك داه في حد يقدر عليه عامل زي التنين الهايج ...
فريد بتفكير..أنا هكلم سيف هو الوحيد اللي
يقدر يوقفه.
أروى بحزن..انا مش عارفة بنت رقيقة زيها شبه حتة البسكوتة دي إيه اللي وقعها في أخوك .
زي ماوقعتي إنت في طريقي .
أروى..أنا كنت مجبرة و مكانش عندي خيار ثاني
يا إما أتجوزك يا إما اروح الشارع.
فريد بغموض..يمكن هي كمان إتجبرت زيك.
أروى..بس هي عيلتها غنية و هتقدر تحميها
منه أنا هكملهم و اقلهم على كل حاجة خلي
ابوها المستشار يجي يطلع عينيه هو فاكر نفسه إيه ملك زمانه و مفيش حد يوقف قدامه.. بجد المرة دي
أخوك زودها أوي و لو رجعتله تبقى مهزقة.
فريد مغيرا سياق الحديث..
طب يلا ننام فاضل خمس ساعات عالصبح...
أروي..هنزل أوديلها الغطا زمانها ثلجت...
فريد برفض مش هيخلوكي تدخلي و لا هيفتحوا الباب الجاردز بتوعه مش بيسمعوا كلام حد غير
صالح مشفتيش إزاي كلهم يئسوا بسرعة ورجعوا أوضهم هشام إنجي و ماما و بابا عشان عارفينه ...
أروى باشمئزاز ..أول مرة أشوف راجل بيعمل كده في مراته ...بجد أخوك داه بني آدم مش طبيعي .
دخلت أروى الجناح و هي تهمهم مستمتعة بالدفئ
بعد أن كادت أطرافها تتجمد في الخارج و هي
تستمع لصوت فريد المتضايق..
بطلي تقولي أخوك... أنا مش مسؤول عن تصرفاته.
لوحت له بيدها دلالة على عدم إهتمامها قبل أن تنزع عنها عباءتها و حجابها مردفة..
إنت
هتنكر في اخوك... داه حتى شبهك...
إبتسم فريد بسعادة و هو يلاحظ عودة أروى
لشخصيتها المرحة التي إشتاق إليها كثيرا
مقررا بداخله أنه سيحاول بكل جهده أن يحافظ
على هذه النعمة و أن يصلح جميع أخطاءه معها ....
في غرفة آدم....
تفحص
آدم الرواق جيدا قبل أن يشير لفاطمة أن تخرج من الغرفة و تتبعه ليسيرا نحو الاسفل
متجنبين أي مكان به كاميرات مراقبة... خرجوا من باب المطبخ حتى أصبحوا في الحديقة
الخارجية تماما خلف شباك الغرفة التي تحتجز
فيها يارا...و بعد أن تأكدا من خلو المكان من أي حرس طرقت فاطمة الشباك بخفوت عدة مرات
منتظرة أن تجيبها يارا...و من حسن الحظ أن
شبابيك الطابق السفلي من نوع الالوميتال التي لاتحتاج لإضافة قضبان حديدية
في الداخل رفعت يارا رأسها و توقفت عن البكاء عندما خيل إليها أن سمعت شيئا...
لأي طارئ...شهقت بفزع عندما سمعت نفس الصوت من جديد آت من خلال تلك النافذة الكبيرة التي إنتبهت الان فقط لوجودها و يبدو أن صالح قد غفل عنها من شدة غضبه....
أسرعت نحو أحد الكراسي و جرته برفق حتى لايصدر أي صوت يجعل الحرس ينتبهون لها
خاصة أن الباب ليس عادلا للصوت مثل باب جناح
صالح...
وضعت الكرسي تحت الشباك مباشرة ثم صعدت
عليه و ضغطت على زر السحاب بحذر إلى الجهة المعاكسة تفاجأت عندما رأت على الجهة الأخرى آخر شخص توقعته... عدوتها اللدودة فاطمة التي إبتسمت لها بسماجة حالما رأتها..
رمقتها يارا بكبرياء رغم منظرها المزري فهي كانت تظن أنها أتت لتشمت فيها قبل أن تعود لتسحب
دفة الشباك إلى الأمام لتغلقه لكن فاطمة وضعت يدها معترضة إياها و هي تهمس بصوت خاڤت..
أنا جيت عشان أنقذك...صالح بيه حكى للكل برا
و للأسف هما إقتنعوا بكلامه و قرروا إن محدش
فيهم هيتدخل بينكوا.....
صړخت يارا في وجهها بصوت مبحوح..
إنت كذابة...
أشارت لها فاطمة
بهلع..
ششش... وطي صوتك هتفضحينا على العموم
انا عرضت عليكي مساعدتي بس إنت اللي رفضتي
خليكي هنا و إستني لبكرة عشان تتأكدي من كلامي...
و ساعتها هتندمي يلا سلام...
أسرعت يارا لتفتح الشباك أكثر و هي تدعو فاطمة أن تظل..لا إستني...
أطلت عليها الأخرى من جديد تبتسم بانتصار
قائلة..
أفندم عاوزة إيه
يارا بارتباك..هتساعديني إزاي
فاطمة و هي تصطنع الهدوء..إنت عاوزة إيه
يارا و هي ترتجف من البرد..عاوزة أخرج من هنا
فاطمة و هي تتظاهر بالتفكير..
هتروحي فين
يارا..ملكيش دعوة خرجيني من هنا و بس ٠
فاطمة بضيق من نبرتها المتعالية..
ماشي إفتحي الشباك داه و حاولي تطلعي
بشويش و إياكي تعملي أي صوت عشان لو رجالة صالح بيه مسكونا هيعملوا مننا شاورما...
فتحت يارا الشباك أكثر حتى أصبح بإمكانها أن تعبر
من خلاله و هي تحمد الله أن صالح لم ينتبه لوجوده
ساعدتها فاطمة من الجهة الأخرى على الخروج ثم
عاودت إغلاق الشباك من جديد...في تلك اللحظة
ظهر آدم من خلف إحدى الأشجار لتتفاجئ
يارا من وجوده لكن فاطمة شرحت لها أنه هو من
رغب في مساعدتها و أنه قد جهز لها سيارة في الخارج حتى تقلها لفيلا والديها أو أي مكان تريده و أنه فعل ذلك بسبب كرهه لصالح....
لم يكن لدى يارا الوقت الكاف حتى تفكر في حججهما فهي كل ماكنت تريده هو الخروج من هذا المكان دون عودة و أي دقيقة تقضيها
هنا سوف تجعل خطتهم تفشل و بالتالي سوف تبق سجينة لدى زوجها للأبد ....
نجحت أخيرا في الوصول إلى الباب الخلفي
للقصر صحبة آدم بعد أن قضت عدة دقائق
في ړعب حقيقي تختبئ من الحراس الذين كانوا يطوقون القصر أما فاطمة فقد قررت العودة إلى مخدعها قبل أن تنتبه والدتها لغيابها..خرجت من الباب ليستقبلها الشارع حيث المصير المجهول ينتظرها لكن يارا لم تهتم لاببرودة الطقس الذي كاد يجمد أطرافها او قدميها الحافيتين اللتين تخدرتا
كل ماكانت تراه أمامها هو فراشها الصغير الدافئ
و حجرتها القديمة التي إشتاقت لكل ركن فيها....
سارت مع الحائط مسرعة
و هي تلتفت حولها
پذعر حتى وصلت إلى سيارة مركونة في آخر
سور القصر و التي أخبرها عنها آدم منذ قليل ..صعدت داخلها بعد أن فتح لها السائق
الباب الأمامي ثم أغلقت الباب وراءها و هي تتنفس
بقوة و تتمتم بأدعية غير منتبهة لذلك الذي كان يرمقها بنظرات الصياد نحو فريسته....
في حاجة يابرنسيسة
صوته الغليظ المنفر نببها إلى وجوده بجانبها
لتزحف تلقائيا إلى طرف الباب و تنكمش على نفسها
قبل أن تلتفت نحوه بحذر...توسعت عيناها عندما إصطدمت بسحنته التي تشبه خاصة المجرمين
المليئ بالندوب...
ترددت قليلا قبل أن تسأله لكن فضولها غلبها
إنت مين
أجابها الرجل بعد أن ضړب صدره العريض
بفخر.. محسوبك سعيد أبو السعود مسعود و
إسم الشهرة سعد بيكا... إكمني يعني شبه الاستاذ
حمو بيكا أكيد عارفاه داه اللي بيغني مممم
يابنت السلطان حني على الغلبان....
قهقه بصوته الخشن لتزم يارا شفتيها باشمئزاز
من رائحته الكريهة و مظهره الغريب رغم
أنها لم تستطع رؤية ملامحه جيدا بسبب نور السيارة
الخاڤت...حولت نظرها نحو الشباك لتلاحظ
أن السيارة تسير في طريق معاكس للمنطقة التي تقع فيها فيلة والدها مما جعلها تتأكد من وجود خطب ما
إحنا رايحين فين
تلعثمت و هي تسأله بينما كانت يدها تتسلل نحو
مقبض الباب الداخلي منتظرة إجابته التي لم تتأخر
هو آدم بيه مقلقيش...إحنا رايحين على قپرك ياحلوة....
إلتفتت نحوه يارا لتجده يرمقها بنظرات قڈرة
لتنكمش اكثر ناحية الباب قائلة..
قصدك إيه هتقتلني
حرك رأسه و هو يميل بالسيارة نحو أحد الأزقة
الشعبية مقترحا بوقاحة..
هو قلي أقتلك و أرمي جثتك في اي خړابة و لامن شاف و لامن دري ماهي مش أول مرة ليا لامؤاخذة محسوبك خبرة.... بس بصراحة أول مرة يجيني
الصنف بتاعك...صنف نظيف أوي .
عض شفتيه بقذارة و هو يتفرس ملامح وجهها الفاتنة و التي يراها لأول مرة مضيفا ببساطة
و كأنه يروي لها أخبار الطقس ..
بس مفيش مانع أتسلى شوية...و أذوق من العسل.
أنها قد وقعت في فخ تلك الحية
فاطمة و علمت أن نهاية بشعة تنتظرها على يد هذا المچرم الذي ينوي
النيل منها ثم قټلها و رميها في إحدى الأماكن المهجورة كما أخبرها منذ قليل...هل هناك أبشع من
هذا المصير و هي التي كانت تظن أن صالح
أقذر إنسان على وجه الأرض لكنها علمت الان أنها كانت تعيش في أمان رغم كل مايفعله بها....
هي عاشت طوال حياتها مدللة و قصص الخطڤ و ال كانت بالنسبة لها حكايات تروى و لم تكن تظن يوما أنها سوف تقابل مچرما حقيقيا وجها
لوجه...
لو كانت فتاة غيرها كانت ستبكي و تصرخ و ترجوه ان يدعها لكن يارا لم تكن في وضع يسمح لها
بالاستسلام كما كانت تعلم انه من المستحيل ان
يتركها مهما فعلت فهو بالتأكيد قد تقاضى مبلغا كبيرا مقابل القيام بهذه الچريمة... غريزة الامومة تحكمت بكامل عقلها و جعلتها متحفزة لتدافع عن نفسها و عن صغيرها بأي طريقة...و بالتأكيد لن
متابعة القراءة