التؤامان

موقع أيام نيوز


في الإقتراب من زوجها مرة اخرى وإلا فسوف تتولى بنفسها كشف امرها امام مدحت.
ولنبقى قليلا مع رنا حيث يبدوا انها لم تخرج كل ما في جعبتها فما يزال لديها ورقة اضافية واخيرة سوف تلقي بها على طاولة اللعب رغم انها تعلم العواقب الخطړة جراء ما سوف تقدم عليه.
ولنعد بالذاكرة قليلا حينما كانت رنا تستبدل ملابسها في غرفة نوم هشام وهديل في ذلك اليوم. بعد ان تركت ثيابها التقطت قطعة من ثياب هشام واخفتها في حقيبتها سريعا.

قطعة الملابس تلك هي الورقة الأخيرة التي سوف تراهن بها.
قامت بدسها في خزانة الملابس بحيث يمكن للرائي ان يكتشفها دون جهد وهذا ما كانت تريده.
اكتشف مدحت ثيابا ذكورية لا تخصه وادرك على الفور ان رنا خانته في بيته بل وفي مخدعه.
ولما واجهها لم تنكر وبررت انها فعلت ذلك لإنها لا تحبه ولا تبغي العيش معه.
ولما سألها عمن يكون ذلك الوغد راحت تمثل الإرتباك وتتصنع الإضطراب وتحت الحاحه وتهديده بأنه سوف ينتقم لشرفه إن لم تخبره نطقت على الفور هشام .
ونزل عليه الإسم كالصاعقة فهشام لم يكن عديله فحسب بل كان يعتبره صديقه المقرب.
خرج مدحت هائما على وجهه لا يهتدي لطريق ولا يبصر امامه سوى صورة هشام تتراءى له في
اپشع شكل. تصوره وهو يضحك ملء شفتيه ضحكة كريهة كأنما يسخر منه.
لم يكن مدحت رجلا متهورا بل كان غاية في الوداعة والمسالمة وربما كان هذوجد قدميه تقوده حيث بيت هديل وهشام.. راح يرتقي الدرج نهبا حتى وصل الى الباب ودق الجرس. فتحت هديل فوجدته في حال لا يرثى لها وعلى الفور ادخلته فلم ينتظر وطلب رؤية هشام. جاء هشام مسرعا وطلب ان تتركهما وحدهما  كانت هديل متوجسة وخشت على زوجها فراحت تتسمع ما يدور خلف الباب المغلق.
بدأت الأصوات تتعالى وتختلط وبصعوبة بالغة استطاعت ان تعرف ما فعلته رنا.
اقټحمت هديل الغرفة وطلبت من مدحت ألا يصدق اي كلمة تقولها رنا.
انها فعلت ذلك بغرض ان تقوض اركان البيت وانه لم تحدث علاقة جمعت بين هشام وبينها.
لم يصدق مدحت واتهمها بأنها تحاول ان تداري على زوجها ولما وجدا مدحت مصرا على رأيه لم يجدا بدا من ان يفضحا امر رنا وما حاولت فعله مع هشام الذي ابى ورفض مراودتها له. وذكرا له واقعة انتحالها لشخصية هديل وارتدائها ملابسها وما حدث في ذلك اليوم المشؤوم !!
خرج مدحت وقد وضحت امامه الصورة جيدا وعلم ان زوجته تلك ليست إلا شيطان في صورة انسان.
بعد عدة ايام قام مدحت بتطليق رنا وعلمت الأم بكل ما حدث.. بدا واضحا الأن ان رنا خسړت كل شىء بيتها وزوجها وتبدد حلمها في ان تظفر بهشام.
لكن الحقد استمر يعتصر قلبها حتى خطرت
لها خاطرة چنونية وهي ان تتخلص من شقيقتها حتى وهي تعلم انها ان فعلت فلن تنال هشام. تريد فقط ان تفرق بينهما وتوقف سيل السعادة والهناء الذي يكتنفهما.
إستأجرت رنا قاټلا مأجورا واعطته صورة هديل واخبرته بالمكان الذي سوف تتواجد فيه. كانت هديل تختار يوم الجمعة صباحا لتقضي حوائج بيتها حيث تكون الشوارع خالية.
ومن شدة حقدها على اختها قدمت الى المكان لترى مقتلها بنفسها ولم تخبر من استأجرته ليقوم بالمهمة لكن صروف القدر لها تقديرات اخرى.
في ذلك اليوم كانت هديل تعاني تعبا من اثر الحمل الجديد فأثرت السكون وتكفل هشام بقضاء حاجيات البيت. ولما ان وصل الي ساحة السوق الفسيحة لمحته رنا فتعجبت وانطلقت اليه دون وعي ومعها انطلقت رصاصة استقرت في صدرها ظنا انها هديل.
سقطت رنا مدرجة في دمائها لكنها ابتسمت في رضا او كأنما جاءت تلك الړصاصة لتعلن تطهيرها من الخبث والأثام.
أيا كان سبب الابتسامة الاخيرة فقد رحلت رنا بقليل او كثير من الشفقة وتركت چرحا غائرا في صدر كل من عرفها او تعامل معها يوما ولا سيما مدحت وهديل وهشام.
تمت

 

تم نسخ الرابط