روايه براثن اليزيد

موقع أيام نيوز


شيء مثل ذلك الطفل الصغير كما فعلت هي فعل..
أخذ نفس عميق ثم أخرج سېجارة أخرى أشعلها بهدوء وأخذ يستنشقها بشراهة وكأنه يتسابق مع أحدهم كم كانت تصرفاته تعاكس بعضها ابتسم ببرود وتحدث بسخرية جلية
الساعة اتناشر بالليل بيدخل اوضتك علشان ياخد شاحن.. وانتوا بقى متعودين على كده طب ما تنامي في اوضته أحسن.. يعني التواصل هيكون أسهل

وغد حقا وغد لا يفقه شيء كلماته بغيضة مثله الآن تماما تلميحاته كريهة كعائلته كل شيء جميل يحوله هو إلى آخر تأكله النيران ليصبح رماد لا يساوي شيء لا يصلح للرؤية ولا الاستخدام..
تسارعت أنفاسها ڠضبا بفعل كلماته التي جعلتها تشعر بالاشمئزاز ماذا لو لم يكن زوجها ماذا سيقول أكثر من هذا.. أغمضت عينيها بقوة ثم هتفت قائلة له بحدة
يزيد أنا مش هسمحلك تتكلم بالأسلوب الژبالة ده اكتر من كده.. ياريت تحاول تخلينا متفاهمين لأن كده مش أنا اللي هتعب لوحدي
كلماتها صحيحة عليه أن يكون أفضل من هذا لا يجب أن يجعلها تشتعل نيران من الآن عليه أن يكون رجل حكيم ليفعل ما يحلو له فقط صبرا صبرا يا مروتي..
معاكي حق.. كلها سواد الليل وهتبقي ملكي بجد هتنوري بيتي
استكمل حديثه متسائلا بهدوء محاولا إلهاء عقلها عن كلماته الغامضة بعد أن أخفض السېجارة من على فمه
عملتي تجهيزات لبكرة يعني مش زي ما بيقولوا يوم بتتمناه كل بنت
لم يستطيع إلهاء عقلها فهي لم تكن بهذا الغباء يوما نعم هو خبيث ماكر ولكن هي لم تكن الغبية تغاضت عن كلماته بإرادتها ثم أجابته متهكمة
بس أنا متمنتش اليوم ده معاك يا يزيد!..
تحاول أن ترد له ما يفعله معها ولكن لم تكن تعلم أنها طعنته بخنجر بارد ډفن داخل صدرة بالمنطقة اليسرى منه داخل قلبه تماما خنجر بارد لم ېقتله ولن يشفى من أثاره بعثرت رجولته بالأرض وهي تسرد رفضها له ازدادت دقات قلبه وتسارعت أنفاسه بفعل جملة مكونه من ثماني كلمات!.. يا لها من خبيثة هي الأخرى فقد اهلكته كلماتها ولكنه على دراية تامة بأن تلك النبرة المتهكمة لا يوجد خلفها إلا حزن عميق تحاول أن تجعله يمحى رغما عن أنف الجميع..
ابتسم بسخرية لم يستطيع مداراتها وهو يعود بظهره للخلف مستندا إلى الحائط وتحدث بحزن دفين داخل أعماق قلبه من الليلة الأولى التي قرر بها أن يتزوجها ليقول بصوت خاڤت
ولا أنا اتمنيته بالطريقة دي يا مروة إحنا اتحطينا في طريق مش بتاعنا ومجبورين نكمله ومش هنحدد النهاية غير لما نوصلها.. سوا نوصلها سوا يا مروة
أغمض عينيه وقد عاد مرة أخرى ضميره يعمل هل من بضع كلمات عاود من جديد تحدث مرة أخرى بخفوت غير منتظر إجابتها
تصبحي على خير.. بكرة يوم طويل أوي ارتاحي شويه أنت متعرفيش ايه اللي جاي
أغلق الهاتف وتركها في دوامة تدور بها وحدها تركها تفكر بحديثه الغامض تارة تكون ملكة وتارة عدم معرفة القادم.. هل يراها ساذجة هل يراها طفلة هى فتاة ناضجة تعلم ما الصواب وما الخطأ تعلم كيف يكون الكذب وكيف يكون الصدق وهو يمارس ذكائه عليها يتركها مشتتة الفكر يلعب بخبثه ومكره معها يعتقد أنها لن تفهمه مثلا يعتقد أنها ستتركه يفعل ما يحلو له
لا لم يحذر أبدا فهو الذي فرض عليها هنا هي لم تختار شيء هو الذي اختار كل شيء لا يحق له الحديث بهذه الطريقة ولا يحق له أن يفعل أي شيء تبغضه هي هو من اختار ذلك الطريق الذي يتحدث عنه لذلك يجب أن تسير هي كما تريد ذلك العدل بالنسبة لها..
ولكن هناك ما يأخذ فكرها الآن بعيدا كل البعد عن ما جال بخاطرها منذ ثوان غدا ستكون بمنزله!.. ستكون زوجته حقا!.. ستعيش مع عائلته الذي تبغضبها بسبب ما فعلوه بمصيرها ستعيش مع أشخاص لا تعرف منهم أحدا سوى ابنهم!.. هي حتى لا تعرف ابنهم.. فقط اسمه وبعض العادات مثل العصبية والهدوء والغرور والعنجهية لا تعرف إلا تقلباته المزاجية.. يكاد عقلها يتوقف بسبب كثرة التفكير وقلبها النابض بشدة خائڤ مما هو مقدم عليه..
أغلق هو الهاتف ووضعه بجيب بنطاله الأمامي ألقى بقايا السېجارة على الأرضية ودهسها بقدمه وأخرج غيرها كانت الثالثة له منذ بداية الحديث معها أشعلها وسار يستنشقها كما فعل في المرات السابقة بشراهة يضغط على كف يده الأيسر بشدة وكأنه المذنب بحقه!. جلس على الأرضية من جديد اتكأ على ركبتيه بساعدي يديه وهو ينظر إلى الأرضية پغضب حزن إرهاق لا يدري ما الذي حدث له من كلمتين فقط بداية من المحادثة وهو لم يستطيع أخذ حقه بدخول ذلك الحقېر غرفتها ولكن تلك الكلمات التي أتت مؤخرا جعلت قلبه ينشق إلى نصفين حديثها بأنها لم تكن تريده لم تتمنى يوم زفافها معه حزنها الدفين الظاهر في كل كلماتها دون دراية منها جعله كل ذلك معذب قلبه ېحترق كالبركان يتألم بسبب
 

تم نسخ الرابط