روايه امراه العقاپ
المحتويات
عليه .. في الخزانة وأسفل الفراش والإداج حتى كادت تفقد عقلها .. هي متأكدة أنها كانت ترتديه ومعها أين ذهب إذا ! .
دخلت فوزية الغرفة وقالت بإيجاز وهي تهم بالانصراف مرة أخرى
_ يلا يامهرة عشان العشا
مهرة بخنق وشيء من العصبية
_ ياتيتا مشوفتيش السلسلة بتاعتي
_ سلسلة إيه !
_ السلسلة الفضي اللي فيها فصوص لونها أبيض
صمتت فوزية لوهلة تتذكر أين آخر مكان رأت فيه العقد حتى هتفت بسرعة متذكرة
_ أيوة إنتي مش كنتي لبساها لما روحتي مع سهيلة المعرض ده ولا إيه !
توقفت عن البحث وتسمرت بأرضها تعيد في ذهنها ذكريات ذلك اليوم وبتلقائية رفعت يدها إلى رقبتها وعصفت بذهنها صورته عندما لاحظت عيناه انحرفت إلى رقبتها ينظر لعقدها .. فور تذكرها لتلك اللحظة أصدرت تأففا قويا وقالت باستياء وهي ټضرب قدميها في الأرض كالطفل الصغير
________________________________________
_ اووووف شكله وقع مني هناك
هدرت فوزية مبتسمة بحب
_ خلاص يابنتي مش مشكلة .. ابقى انزلي وجيبي ليكي واحد غيره
توجهت وجلست فوق الفراش تقول بوجه حزين وعينان بائسة
_ ما إنتي عارفة يا تيتا إن العقد ده الذكرى الوحيدة اللي من ماما الله يرحمها
_ طيب ما تروحي المعرض ده تاني وتشوفي يمكن تلاقيه
قفزت لعقل مهرة لحظة جدالها السخيف مع آدم الذي انتهى بطرده لها من المكان تماما أو من معرضه بمعنى أدق ! .. فردت على جدتها بيأس وهي تهز رأسها بالنفي
_ لا مش هينفع اروح
كانت ستجيب عليها فوزية لولا أنها قاطعتها وهتفت بعبوس بعد شعورها باليأس لتوقعها بأنه سقط في ذلك المعرض
هزت فوزية أكتافها بعدم حيلة وتوقفا معا ثم سار للخارج حتى يتناولوا وجبة عشائهم البسيطة .
وصلت إلى المستشفى أخيرا وهرولت مسرعة إلى الدرج لتصعد إلى الطابق الموجود به .. تتحامل على نفسها ولكنها تشعر بأن قدماها لا تستطيع حملها من الخۏف .. توقفت في بداية الطرقة ولمحت آدم يقف مستندا بظهره على الحائط ورافعا رأسه لأعلى يتطلع في السقف بسكون تام ويجلس على مقربة منه شاب فوق مقاعد المستشفى الحديدية الخاصة .
_ حصل إيه يا آدم .. هو فين
آدم بوجه لا يقوى على الحديث
_ في العمليات لسا مطلعش
لمعت عيناها بلمعة بسيطة تثبت الدموع التي تحاول الانهمار ولكنها تمنع سقوطهم .. تمتمت بترقب وصوت شبه متقطع
قاطعها آدم بنظرة دافئة يبث لنفسها القليل من الطمأنينة التي هو بحاجة إليها أكثر
_ ان شاء الله هيطلع بالسلامة متقلقيش .. هو وضعه كان صعب لما وصل بس بإذن الله هيقوم منها بالسلامة
سكنت تماما وانحرفت عيناها لتحدق في اللاشيء بنظرات تائهة .. حتى شعرت بيد آدم التي أمسكت بذراعها وهو يأخذها معه إلى أقرب مقعد ويتمتم
_ تعالي اقعدي وهدي نفسك .. هي هنا فين
ردت عليه كالمتغيبة دون أن تنظر له
_ وديتها عند خالتو انتصار
اماء لها بالموافقة ثم اقترب وجلس على المقعد المجاور لها وبقى يحدق في الأرض وبحركة تلقائية منه تدل على فرط التوتر كانت قدماه تهتز بشدة .. بينما جلنار فكانت معلقة نظرها في الفراغ بسكون مريب لا تستوعب فكرة أنه قد لا يخرج من هذه الغرفة .. لا تريده أجل وترغب في الانفصال عنه لكن تريده حيا .. هي ليست جاهزة لفراق قاسې كهذا .. لن تتحمله ! .
نصف ساعة أخرى مرت وهو لم يخرج من تلك الغرفة حتى الآن ومرور الوقت يقتلهم كالسيف من فرط الخۏف ولكن فجأة لمحوا أسمهان وفريدة وهم يركضون باتجاههم .. بقت جلنار بأرضها تتطلع إليهم بصمت بينما آدم توقف واقترب من أمه يهتف بحيرة
_ إنتوا عرفتوا إزاي
هتفت أسمهان باڼهيار وبكاء عڼيف
_ عدنان فين يا آدم .. اخوك فين طمني يابني ابوس إيدك
حاوطها بذراعيها وتمتم في صوت رخيم
_ اهدي ياماما هو لسا في العمليات إن شاء الله هيطلع بخير
اڼهارت باكية وهي تهتف پهستيريا وعدم وعي
_ أنا عايزة اشوف ابني .. مش هقدر استحمل لو حصلته حاجة
_ يا ماما متقوليش كدا بعد الشړ .. اهدي عشان خاطري
ثم امسك بذراعها وساعدها على الاقتراب من المقعد بينما هي لا تتوقف عن البكاء والنحيب ولا تنطق بشيء
متابعة القراءة