روايه امراه العقاپ

موقع أيام نيوز


كتفه والدها مغمضة عيناها بتكاسل فداعب أنفها بسبابته في رفق متمتما 
_ يلا فوقي يابابا عشان نفطر مع بعض 
أماءت برأسها في إيجاب دون أن ترفع رأسها عن كتفه أو تفتح عيناها حتى فاتسعت ابتسامته وسار بها باتجاه الدرج يصعد للطابق العلوي ثم يسير نحو غرفتها ويدخل الحمام المحلق بها .. انزلها على الأرض وهتف بلهجة شبه آمره لكنها لينة وهو يبتسم 

_ يلا اغسلي وشك 
لا تستطيع مقاومة شعور النوم الذي يهيمن عليها .. ترغب بالعودة مرة أخرى إلى فراشها وحين كانت تفكر في هذا .. فتح هو صنبور الماء وادخل يده تحت الماء يبللها ثم ينثر الماء بلطف على وجهها في مشاكسة .. فتهتف هي باستياء طفولي 
_يوووه يا بابي 
كانت جلنار قد دخلت الغرفة قرأته يقف عند باب الحمام يستند بكتفه عليه ويجيب على هنا بحزم مزيف 
_ بلاش دلع يلا .. ولا تحبي اتصل بمس صابرين واقولها متجيش 
فتحت عيناها بدهشة وبلحظة فر النعاس من عيناها لتجيب علي أبيها بفرحة غامرة 
_ هي مس صابيين صابرين جاية 
_ امممم جاية عشان تديكي الدرس في البيت 
وثبت فرحا وهي تصرخ هييييه ..

________________________________________
بينما جلنار فضيقت عيناها بدهشة واقتربت منه تقف بجواره تهدر بتعجب 
_ إنت كلمتها وقولتلها تيجي ! 
الټفت برأسه نحوها وغمغم بإيجاب 
_ أيوة كلمتها .. هتديها دروسها هنا لغاية ما ترجع الحضانة 
طالت نظرتها إليها لثواني معدودة دون أن تجيب فقط توميء برأسها في صمت .. لكن نظراتها لم تكن راضية أبدا .. ورغم ذلك هو تجاهل نظراتها وكأنه لا يلاحظها .
تجلس مهرة على مقعد وتتنقل بعيناها تتفحص كل جزء حولها في تلك الشركة الضخمة والرائعة .. شعرت بالسعادة والحماس عندما تخيلت فكرة أن تقبل في هذا العمل وكل يوم تأتي لهنا ! .. بينما كانت تلك الأفكار تجول بذهنها قاطعها صوت السكرتيرة وهي تهتف برسمية وتشير بيدها إلى غرفة المدير التنفيذي عدنان 
_ آنسة مهرة اتفضلي 
أماءت برأسها في موافقة وهبت واقفة فورا ثم سارت باتجاه الغرفة .. طرقت طرقتين متتاليتين وانتظرت حتى سمعت صوته يقول ادخل .. أخذت نفسا عميقا وفتحت الباب ببطء وبعض التوتر ثم دخلت واغلقته خلفها والابتسامة تعلو وجهها باتساع .. وباللحظة التي وقع فيها نظرها عليه كأن دلو من الماء المثلج سكب فوق رأسها مرت ثلاث ثواني وهي تحدق به بدهشة وعندما رأته سيهم برفع رأسه عن الأوراق التي أمامه استدارت بجسدها مسرعة توليه ظهرها وتهمس لنفسها وهي تقوس وجهها وحاجبيها وكأنها على وشك البكاء 
_ لا أنا أكيد بيتهأيلي .. مش معقول يكون هو يعني .. هعد لتلاتة وابص بسرعة وان شاء الله ميطلعش هو واكون اتصيت في نظري .. 1 .. 2 .. 3 
ثم التفتت برأسها بسرعة تلقي نظرة خاطفة عليه ولم تكن تتخيل فعادت بوجهها للأمام مرة أخرى وهي تهمهم پصدمة وارتباك 
_ تغيير في الخطة .. نعد لتلاتة ونجري
بينما آدم فبمجرد ما التفتت برأسها ولمح وجهها اعتلت وجهه معالم دهشة وهتف 
_ مهرة !!! 
هرولت هي باتجاه الباب وكانت على وشك أن تمسك بالمقبض وتفتحه لتفر لولا أنه استقام واقفا واسرع إليها يجذبها من ذراعها هاتفا 
_ خدي رايحة فين .. إنتي بتعملي إيه هنا ! 
اضطرت على النظر له وهي تبتسم ببلاهة وتقول 
_ لا مؤاخذة شكلي دخلت أوضة غلط 
وهمت بأن تفتح الباب وتغادر بينما هو فضغط على ذراعها يمنعها من التحرك هاتفا 
_ استني بقولك أوضة غلط إيه .. هو CV اللي في معايا ده ليكي بجد !!!! 
توترت وخجلت بشدة لا تعرف لماذا فوجدت نفسها تجيب عليه بالنفي وهي تطلق ضحكة سريعة بطريقة كوميديا 
_ لا سرقاه .. سيبني بقى ياعم الله يكرمك 
مد آدم يده واغلق الباب مرة أخرى بعد أن فتحت جزء منه وهتف بحزم بسيط 
_ ما تثبتي يابنتي .. مالك مش على بعضك كدا ليه .. CV ده بتاعك إنتي ولا لا ! 
أصدرت زفيرا حارا وأماءت له بالإيجاب فلاحت على شفتيه ابتسامة تحمل القليل من الدهشة وهو يترك يدها 
_ لا الصراحة اندهشت .. CV بتاعك جميل أوي .. تعالي اقعدي
لم تبتسم ولم تبدي أي ردة فعل فقط تتطلع إليه في ذهول وعدم فهم فطرحت سؤالها الأهم بضحكة تشبه السابقة لكنها ساخرة 
_ وبعدين في الليلة الطين دي بقى .. إنت مش رسام وفنان بتعمل إيه هنا !! .. ولا استني متقولش أنا هرد عليك بطريقتك .. مهرة اقعدي وكفاية كلام لو سمحتي
قالت جملتها الأخيرة وهي تقلده تماما في طريقة التحدث مما جعله يضحك بتلقائية ويهتف من بين ضحكته 
_ لحقتي تعرفي تقلديني كمان .. طيب يلا اعملي زي ما قولتي بما إنك عرفتي
 

تم نسخ الرابط