روايه امراه العقاپ

موقع أيام نيوز


ياست هانم لو احتجتي أي حاجة كلميني بس 
لم تجيبه وخرجت من السيارة لتقود خطواتها لداخل البناية لكن الحارس أوقفها وهو يقول بحزم بسيط 
_ طالعة لمين ياهانم 
أسمهان بصوت قوي 
_ آدم الشافعي 
أجابها الحارس بتأكيد وابتسامة خاڤتة 
_ حضرتك والدته صح 
اكتفت بإماءة بسيطة كرد على سؤاله لتجده يرحب بها ببشاشة ويقول بأسلوب مختلف تماما عن البداية 

_ اتفضلي يا هانم شقة آدم بيه في الدور التاسع .. شقة رقم 20
أسمهان في خفوت تام وهي تهم بالتحرك لتكمل طريقها لداخل البناية حيث المصعد الكهربائي 
_ تمام متشكرة 
سارت بخطوات هادئة حتى المصعد واستقلت به لتضغط على زر الطابق التاسع .. لحظات قاربت على الدقائق حتى انفتح باب المصعد من جديد لكن أمام الطابق المطلوب وخرجت منه ثم اخذت تتلفت حولها تبحث عن رقم الشقة فالتقطت عيناها الرقم المدون فوق شقته 20 .
تقدمت نحوها ووقفت للحظات تأخذ نفسا عميقا تتمني أن تنجح تلك المحاولة وتكون الأخيرة .. رفعت أناملها وضغطت على زر الجرس وانتظرت لكن دون رد فعادت تضغط للمرة الثانية وأيضا دون رد .. لوهلة ظنت أنه ليس بالمنزل لكن حين رفعت يدها لتهم بالضغط للمرة الثالثة انفتح الباب ! .
كان يرتدي قميص أبيض بنصف أكمام وبنطال أسود وبيده يمسك بهاتفه يبدو أنه كان
في محادثة مع أحدهم .
طالت نظراته المدهوشة بزيارة أسمهان المفاجئة لكن سرعان ما أخذ نفسا عميقا ورفع الهاتف لأذنه يرد على الطرف الآخر الذي اتضح أنه مهرة حين هتف 
_ طيب سلام دلوقتي يامهرة نبقى نكمل كلامنا بعدين
وانهى الاتصال معها لينزل الهاتف ويضعه بجيب بنطاله ثم يطالع أمه بنظرة جامدة ويفسح لها الطريق للدخول .. ففعلت أسمهان بصمت دون كلمة واحدة ودخلت .. اغلق هو الباب خلفها وتابعها بنظراته وهو يراها تتجول بنظرها بين أرجاء المنزل بأكمله .. تتفحص كل قطعة به كأنها تتأكد وتطمئن على كيفية تكيفه على الحياة بمفرده بعيدا عنها .
فجأة وجدها تلتفت له وتسأله بعفوية تامة كأنها نست كل شيء 
_اتغديت ولا لسا ياحبيبي 
ابتسم بخفة ثم رد مؤكدا 
_ اتغديت الحمدلله 
ابتسمت هي أيضا لكن بحزن لتقترب منه وتهمس بعينان دامعة 
_ مش كفاية يابني عقابك ليا .. صدقني أنا ندمت يا آدم ومستحيل اكرر أي غلط تاني .. أنا اتغيرت .. سامحني يابني وارجع .. أنا مش قادرة اعيش من غيرك أنت وأخوك بمۏت كل يوم ألف مرة في بعدكم عني البيت وحش أوي من غيرك يا آدم 
آدم بضيق وصوت صلب 
_ إنتي اللي وصلتينا للمرحلة دي ياماما 
اندفعت نحوه ورفعت يديها تحتضن وجهه بينهم هاتفة پبكاء وندم صادق 
_ أنا آسفة ياحبيبي اوعدك إني هكون الأم اللي تفتخر بيها بجد أنت وعدنان .. لا يمكن اغلط أي غلطة تاني وازعلكم مني .. إنتوا كل حاجة بنسبالي دلوقتي وعندي استعداد اتخلي عن أي شيء في سبيل إنكم تسامحوني
طال تمعنه بها في استسلام .. اڼهارت جميع حصونه ولم يعد بإمكانه الصمود أكثر من ذلك .. مهما فعلت ستظل أمه .. ومهما حدث لن يتوقف عن الاشتياق لها .. لن يتمكن أبدا من كرهها .. حبها فطرة خلقه الله بها ! .
لانت نظراته الصارمة وأصبحت دافئة كطفل صغير وهو يجيبها بتأكد 
_ واحنا ملناش غيرك ياماما ! 
تلك الجملة تأثيرها عليها كاد أن يجعلها تفقد وعيها من فرط السعادة و أعادت الضوء والبهجة لوجهها المنطفئ فوجدت نفسها ټنفجر باكية وهي تعانقه بقوة هاتفة بحړقة وحنان أمومي 
_ وحشتني أوي يا آدم .. وحشتني يابني ربنا يخليك ليا أنت وعدنان وميحرمنيش منكم
هو أيضا أحس بروحه التائهة استقرت بجسده بعد عناقها له ليتمتم بدفء 
_وإنتي كمان وحشتيني ياماما .. بس اللي عملتيه كان صعب جدا أننا نتقبله ويمكن لغاية دلوقتي مش قادر أصدق ولا أتقبل .. بس مقدرش أنكر أن حتى أنا اشتقت ليكي وللأكل من إيدك وحضنك ليا وحجات كتير 
أسمهان بضحكة مشرقة وفرحة غريبة 
_ بس كدا من عنيا ياحبيبي مفيش حد هيعملك الأكل غيري في البيت من هنا ورايح لغاية فرحك ولا سماح ولا غيره
مال عليها وطبع قبلة رقيقة فوق جبهتها هامسا بحنو 
_ بربنا يديكي الصحة ويخليكي لينا 
لم تتحدث فقط استمرت بالتحديق به في ابتسامة عاطفية وعينان دامعة من فرط الفرحة .. لا تصدق أن أخيرا كل شيء سيعود لطبيعته .. بعد أن كادت أن تفقد الأمل في نيل مسامحة أولادها وعودتهم لها أخيرا تحققت أمنيتها التي لطالما قضت الليالي السابقة تدعي ربها بها .
داخل منزل حاتم الرفاعي ....... 
ردت عليه بلهجتها اللبنانية الرقيقة 
_ كل خير ان شاء الله ياحياتي 
زاد تعجبه أكثر لكنه اكتفى بابتسامته العبثية وقرر عدم السؤال مرة أخرى فإن كانت تخفي شيء عنه حتما سيظهر .. 
نادين پصدمة وخجل بسيط 
_ ما أنا فاهمة بقصد خبرني بالأول حتى اطلع لبعيد على الأقل مش هيك بتنزع الفوطة قدام وشي 
حاتم ببرود مستفز متعمد إثارة غيظها 
_ طيب اديني ضهرك خلاص عشان انزعها 
نادين بضحكة مغلوبة 
_ بلا سخافة ! 
بادلها الضحك وهو يجيب 
_ مهو هرد عليكي اقولك إيه يعني .. خلاص مكسوفة اطلعي برا ياحبيبتي 
اتسعت عيناها پصدمة على ردوده الجريئة لتهب واقفة وتهتف بغيظ وعدم حيلة 
_ يا الله صبرني على هاد الوقح .. لك ما في ذرة خجل عندك 
حاتم ببرود وضحكة بسيطة 
_ أيوة يعني أنتي عايزة إيه برضوا مش فاهم .. اغير طيب ولا هتطلعي ولا هتعملي إيه بظبط !!!
ضړبت كف على كف وهي تضحك بصوت عالي ثم استدارت توليه ظهرها دون أن تتحدث كإشارة له أن يبدأ في ارتداء ملابسه .
ارتدي بنطاله وانحنى على الفراش يهم بالتقاط قميصه لكن يده توقفت بمنتصف الطريق حين لمح شريط أبيض اللون وبداخله شرطتين باللون الأحمر .. رمش بعيناه عدة مرات في صدمة وعدم استيعاب ثم التقطه بين ذراعيه يتأمله بتدقيق أكثر وكأنه يتأكد مما يراه بعيناه .. حتى فجأة صدح صوته وهو يضحك بذهول 
_ نادين ده اختبار حمل صح ! 
ابتسمت باتساع حين سمعت جملته وفورا استدارت له لتطالعه بفرحة وتوميء بإيجاب .. فتجده ينقل نظره بينها وبين الشريط بعدم تصديق ثم القى به فوق الفراش بإهمال واندفع نحوها ليحملها فوق ذراعيه ويدور بها في سعادة ولم يتوقف إلا حين سمع صوتها وهي تهتف ضاحكة 
_حاتم بيكفي نزلني 
وقفت على الأرض ورأته يسألها بسعادة مفرطة وحماسة غريبة 
_ اوعي تكون دي حركة من حركاتك اللي بتعمليها علطول والله اعلقك في المروحة يانادين
قهقهت بقوة وردت عليه باللهجة المصرية ساخرة 
_ لا طبعا أنت مش شايف قدامك يعني .. بعدين هكدب عليك في حاجة زي كدا إزاي .. أنا حامل بجد
حاتم 
_ بجد بجد
_ أي عنجد .. شو صار لك أنت !!
حاتم بابتسامة تملأ وجهه كله 
_ مش مصدق من كتر الفرحة يانادين والله
لفت ذراعيها حول رقبته وهمست بدلال أنوثي 
_ لا صدق .. راح تصير أب عن قريب جدا .. وراح يكون عندنا ولد
مال عليها وأخذ يلثم وجهها كلها يوزع قبلاته عليه وهو يهتف 
_ ربنا يخليكي ليا يانادين .. لا يمكن تتخيلي أنا فرحان إزاي دلوقتي ياحبيبتي .. أنا بحبك
نادين بغرام وعاطفة جياشة 
_ وأنا كمان بحبك أوي 
ضمھا لصدره وهو يتنهد الصعداء بابتسامة سعيدة ووسط لحظاتهم الغرامية والخاصة قطع ذلك رنين هاتفه فألقى نظره عليه من بعيد يقرأ اسم المتصل وسرعان ما تأفف بغيظ ليقول وهو يبعد زوجته عنه 
_ عدنان ! دايما كدا هادم للحظات السعيدة 
مد يده والتقط الهاتف ثم
هتف يوجه حديثه لنادين 
_ لحظات وراجعلك ياحبيبتي هشوف البيه عايز إيه
غادر الغرفة وأجاب على الهاتف بخنق 
_ خير ياعدنان ! 
عدنان بتعجب ولهجة ساخرة 
_وهيجي منين الخير وأنت بترد عليا من تحت الضرس كدا
_ طيب ياعم أنا آسف اخلص بقى
عدنان بنفاذ صبر وغيظ 
_ أنا والله ما عارف إيه اللي جابرني على الشراكة دي .. لولا جلنار كنت قفلت المشروع وقطعت الشراكة دي خالص 
حاتم بقرف وخنق 
_ ده على أساس أن أنا اللي مبسوط بيها يعني ما أنا زيك مجبور للأسف .. اخلص بقى ياعدنان بالله عليك أنا مبسوط ورايق فمتخربش المود عليا 
عدنان بجدية تامة وحزم 
_ طيب متنساش تخلص اللي اتفقنا عليه امبارح قبل ما تيجي الشركة 
سكت للحظة بعدم فهم لكن سرعان ما تذكر وهتف پصدمة وهو يمسح بكفه على وجهه 
_ اوووه تصدق نسيت .. كويس إنك فكرتني .. تمام متقلقش ان شاء الله هظبط كل حاجة 
هز عدنان رأسه بعد حيلة منه ولم يجيبه بل انهى الاتصال دون أي كلمة ووضع الهاتف في جيبه يهتف مغلوبا 
_ أووووووف ... ربنا يصبرني
في تمام الساعة التاسعة مساءا داخل منزل نشأت الرازي .............
أسرعت بدرية للباب بعدما سمعت صوت الرنين وظنت الطارق أنه نشأت لكنه كان عدنان .. فابتسمت ورحبت به بحرارة هاتفة 
_ اتفضل ياعدنان بيه 
عدنان بابتسامة عذبة 
_ عاملة إيه يابدرية 
بدرية بصفاء تام 
_ في نعمة الحمدلله 
_ الحمدلله 
رفع نظرها للطابق العلوي وقال بخفوت 
_ جلنار وهنا فوق 
ردت بدرية بابتسامة وصوت منخفض 
_ هنا نايمة في أوضتها وجلنار هانم في المطبخ 
عدنان باستغراب وضيق لاح على وجهه 
_ بتعمل إيه في المطبخ !
زمت بدرية شفتيها بعدم حيلة وتمتمت 
_ لقيتها داخلة المطبخ وبتعمل عصير ولما طلبت منها تطلع ترتاح وأنا هعمله صممت أنها هي اللي تعمله .. مع
 

تم نسخ الرابط