روايه امراه العقاپ

موقع أيام نيوز


نقل نظره بين مهرة والولد وبدرية فهتفت مهرة بابتسامة نصر 
_ أنا اللي بلغت يا باشا والمحل للست دي وبتبيع بودرة لعيال المنطقة
اندفعوا العساكر إلى المحل وبدأو في التفتيش وبالفعل عثروا على كميات كبيرة مخفية بين منتجات الطعام بينما بدرية فكانت تقف مصډومة لا تستوعب ما يحدث أمامها وإذا بها فجأة تجد أحد العساكر يكبلها من ذراعها ويسحبها معه للخارج باتجاه سيارة الشرطة وهي تصرخ وتهتف محاولة الدفاع عن نفسها 

_ ياباشا والله العظيم الحجات دي مش بتاعتي .. أنا فاتحة محلي من سنين وعمري ما بعت فيه حاجة مش ولا بد .. يا باشا ابوس إيدك اسمعني
ولكن لم يستمع لها أحد تستمر في الدفاع عن نفسها دون فائدة فصړخت بالأخير وهي تلتفت برأسها تجاه مهرة وتتوعد لها 
_ منك لله .. بس ورحمة أمي ما هسيبك يا بنت رمضان 
مهرة بضحكة متشفية 
_ حاضر هبقى آجي ازورك متقلقيش
صعدت بسيارة الشرطة واستقل الضابط بمقعده بجانب السائق في الأمام ثم انطلقت السيارة وبدأت الهمسات والهمهمات من أهل المنطقة مع بعضهم البعض .. بينما مهرة فعبرت من جانبهم هي وسهيلة غير مكترثة لنظرات الاستفهام الموجهة نحوها .
في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل .....
فتح باب السيارة ونزل ثم رفع نظره لأعلى تحديدا إلى غرفتها فوجد الأضواء مغلقة وفقط ضوء بني خاڤت منبعث من الغرفة .. تنهد الصعداء بحرارة واغلق باب السيارة ثم تحرك باتجاه باب المنزل الرئيسي مد يده في جيب بنطاله وأخرج المفتاح ليضعه في القفل ويديره لجهة اليسار فينفتح الباب ويدخل ثم يغلقه خلفه بهدوء شديد حتى لا يحدث ازعاج .
قاد خطواته أولا باتجاه غرفة ابنته فوجدها نائمة في فراشها بثبات عميق ومتدثرة بغطائها الصغير فاقترب منها وانحنى عليها يطبع قبلة سطحية رقيقة فوق جبهتها حتى لا تستيقظ ثم ينتصب في وقفته مجددا ليستدير وينصرف بعد أن أغلق الباب بحذر وتركه مواربا قليلا .
تحرك إلى الغرفة المجاورة حيث غرفتهم .. معتقدا أنها سيجدها أيضا نائمة لكنه بمجرد ما أن فتح الباب ودخل .. وجدها تقف تولي ظهرها للباب وتقوم بترتيب الفراش .. تصلب بأرضه وهو يحدق فيما ترتديه .. قميص أخضر اللون قصير وبحمالات سوداء وعاري الظهر .. فور رؤيته لها قذفت بذهنه ذكرى تخص ذلك القميص المفضل خصيصا .
تتلفت حول نفسها يمينا ويسارا بعد أن ارتدته وهي تزم شفتيها بحزن شديد من يراها يظن أنها على وشك البكاء من فرط الحزن .. تضع يدها على بطنها المرتفعة وتنظر لنفسها في المرآة بتحسر .. التفتت بجسدها تجاه الباب عندما انفتح ودخل ولم تمهله لحظة حتى لينظر لها حيث صاحت بحزن طفولي 
_ عدنان ! 
تفحصها بعيناه .. ترتدي القميص لكنه غريب فوق جسدها نظرا لحجم بطنها المرتفع بسبب الحمل وزيادات الوزن التي اكتسبته رأت هي علامات الاستغراب على محياه فصاحت وهي على وشك البكاء 
_ شكله وحش فيا صح .. ده اكتر قميص بحبه وبرتاح فيه 
أجابها بجدية محاولا اخفاء ابتسامته على حركاتها الطفولية 
_ لا مش وحش هو شكله بقى غريب عليكي بس حلو 
جلنار بعينان لامعة بالدموع 
_ دخل فيا بالعافية .. بقيت شبه الكورة 
ضيق عيناه بدهشة فور ملاحظته لدموع عيناها فاقترب منها وهتف بريبة 
_ إنتي بټعيطي عشان القميص مدخلش فيكي ! 
انهمرت دموعها وقالت بصوت مبحوح 
_نص هدومي مبقتش تدخل فيا ياعدنان 
ابتسم رغما عنه وهو يتنهد بعدم حيلة ثم لف ذراعه حول كتفيها

________________________________________
وضمھا لصدره متمتما بنبرة حاول إظهارها جدية دون أن يضحك 
_ مش معقول كدا يا جلنار أنا كل يوم اجي الاقيكي بټعيطي على حاجة مختلفة .. بعدين كلها كام شهر وتولدي وهدومك كلها ترجعي تلبسيها تاني مش مشكلة يعني !
ابتعدت عنه وجففت دموعها بظهر كفها فانحنى هو برأسه لمستواها وطبع قبلة فوق شعرها ومد يده يتحسس بطنها بحب متمتما 
_ بلاش زعل وعياط بقى الدكتور قال الانفعالات والزعل بتأثر على الطفل وعليكي خلينا نعدي شهور الحمل دي على خير وإنتي تقومي بالسلامة والقردة الصغيرة دي تشرف بالسلامة
عودة للوقت الحاضر .. التفتت جلنار بجسدها للخلف بتلقائية وفور وقوع نظرها عليه انتفضت شاهقة بفزع وقالت 
_ إيه ده إنت مش قولت مش جاي النهارده !
ظل معلقا نظره عليها بشرود دون أن يجيبها فعادت هي تهتف بصوت أعلى 
_ عدنان !!!
استفاق من شروده وغمغم بخفوت لكنه مازال لم يستفيق من تأثيرها 
_ غيرت رأي
لاحظت هي نظراته المعلقة عليها بغرابة فنزلت بنظرها لجسدها وفورا فهمت سبب نظراته فأسرعت وجذبت رداء القميص الخاص به وارتدته فوقه .. ثبتت قدميها بالأرض في قوة عندما رأته يقترب منها حتى وقف أمامها مباشرة وتمتم بابتسامة ساحرة 
_ آخر مرة شوفتك لبساه لما كنتي حامل في هنا
فضلت الصمت وهي
 

تم نسخ الرابط