روايه امراه العقاپ
المحتويات
قوى وانقطع صوته فجأة انحبست أنفاس جلنار في صدرها التي كانت تجلس بجوار ابنتها وهي تتحدث مع أبيها وتفتح مكبر الصوت .. جذبت الهاتف من يد هنا فورا بزعر وهتفت
_ عدنان .. عدنان !
انقطع الاتصال في لحظتها فحدقت بشاشة الهاتف في ذهول وقد بدأت نبضات قلبها تتصارع بشدة أعادت الاتصال به مرة أخرى لكن ارتفع صوت سيدة في الهاتف تردد الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح !! .. ازدردت ريقها بصعوبة وبقت لدقيقة تتطلع في الهاتف تحاول السيطرة على نفسها التي تنتفض نفضا وتستمر بتهدئة نفسها أن ما تظنه ليس حقيقيا وأنها تتوهم وقد يكون هاتفه انتهت
________________________________________
بطاريته .
تابعت هنا تقلبات وجه والدتها المزعور وسألت بحيرة وطفولية
_ بابي ليه قفل ياماما !
ردت عليها جلنار بصوت تائه ومبعثر
_ مش عارفة ياحبيبتي .. إن شاء الله هيجي دلوقتي
بعد مرور ساعة تقريبا .....
_ الو
رد الطرف الآخر بنبرة متوترة
ابتسم آدم ورد عليه بحرارة مشاكسا
_ أهلا ياعم بالناس اللي مش بتسأل .. اخبارك إيه واخبار عملياتك وشغلك اللي ماخدك مننا ده
سمير بنبرة خاڤتة ومرتبكة
_ آدم عايزك تهدى كدا قبل ما تسمع اللي هقوله ده
ضيق عيناه بريبة وقد بدأ القلق يتسرب لقلبه فقال بحيرة
_ في إيه يا سمير !!
_ عدنان عمل حاډث وموجود في المستشفى عندي وهيدخل على العمليات فورا دلوقتي
وقعت الكلمات على أذنه أثر الرعد .. استغرق ثلاث ثواني يستوعب ما صك سمعه للتو حتى خرج صوته غير منظما من أثر الصدمة
_ ح .. حاډث إزاي يعني !! .... طيب .. طيب أنا جاي يا سمير سلام
_ سمير !!!
رفع نظره له وبمجرد ما رأى معالم وجه آدم التي فرت منها الډماء رد عليه بهدوء ليطمئنه
_ أهدى متقلقش هو دخل العمليات من حوالي تلت ساعة
_ حصل إزاي الحاډث ده !
زم شفتيه بجهل ورد عليه بتنهيدة حارة
_ حاډث سير عربية نقل خبطت في عربيته .. حالته كانت صعبة جدا لما وصل المستشفى
عاد الزعر يظهر على ملامحه أشد من السابق وقد تحول كالۏحش وهو يصيح لاعنا سائق تلك الشاحنة
_ وهو فين الي كان سايق العربية دي !
_ نزل من العربية وهرب ومعرفوش يمسكوه بس البوليس بدأ يبحث عنه دلوقتي
استند بظهره على الحائط وانحنى بجزعة للأمام ماسحا على وجهه پخوف ملحوظ فرتب سمير على كتفه متمتما في شيء من بث الطمأنينة لنفسه
_ متقلقش إن شاء الله يكون مفيش حاجة خطېرة ويطلع منها بخير
ردد آدم بتنهيدة حارة وصوت ينبع من صميم قلبه
_ يااارب .. يارب
مرت ساعة وأكثر وهو لم يتصل ولم يصل حتى الآن !! .. تمسك بهاتفها منذ ساعة كاملة وتجوب الصالة إيابا وذهابا وعيناها معلقة على ساعة الحائط وتدعو ربها أن ما تعتقده يكون خاطئا لكن صوت الاصطدام والضجة التي ارتفعت في الهاتف لا تزال تصدع في رأسها كالرعد .. بينما هنا فكانت جالسة على الأريكة تتابع أمها بنظرات عادية لكنها متعجبة من حالة أمها .. حتى سمعتها تهتف بقلق وهي تهز رأسها بالنفي
_ لا أنا مش هقدر اصبر اكتر من كدا
رفعت هاتفها الذي بيدها واجرت اتصال بآدم .. وضعت الهاتف على أذنها تستمتع للرنين في انتظار الرد منه .
استمر آدم في التحديق في الهاتف وفي اسم جلنار الذي ينير الشاشة كلها يفكر مترددا أيجيب أم لا .. لا يعرف سبب اتصالها ولكن يبدو أنها عرفت شيء
متابعة القراءة