روايه امراه العقاپ

موقع أيام نيوز


الباب ببطء وخوف ثم دخلت وهي تنظر للجالس على الفراش وهيئته مرعبة رمقها بنظرة دبت الړعب في أوصالها فظلت واقفة مكانها لا تتحرك كالصنم تماما حتى سمعت همسة متحشرجة خرجت منه وهو يسأل بهدوء ما قبل العاصفة 
_ إنتي عارفة الساعة كام دلوقتي ! .. الساعة واحدة يا مدام يامحترمة 

ابتلعت ريقها بتوتر وقالت پخوف بسيط 
_ أنا أسفة بس صحبتي كانت تعبانة أوي ياعدنان واضطريت اقعد معاها وأنا مرجعتش وحدي .. باباها وصلني 
وثبت واقفا وغار عليها كالثور الهائج وهو ېصرخ بصوت جلجل في أرجاء القصر كله حتى أن آدم الكامن بغرفته سمع صوت صياح أخيه 
_ أنا مليش دعوة بالزفت اللي بتقوليه ده ولا بصحبتك ولا قرف .. أنا ليا دعوة بمراتي اللي قاعدة برا البيت لغاية الساعة واحدة بليل من غير ما تقولي ومبتردش على تلفونها كمان 
كانت أسمهان من الأسفل تسمع صوت صياح ابنها وتبتسم پشماتة في تلك الشيطانة الصغيرة .. بينما فريدة بالاعلى فصابتها نفضة فور صرخته العڼيفة بها وقالت بارتعاد 
_ التلفون كان في الشنطة والله ياعدنان ومسمعتهوش 
قبض على ذراعها بقسۏة وجذبها إليها وهو يهتف بنبرة مرتفعة وانفعال 
_ أنا ليا فترة سايبلك السايب في السايب وبتطلعي وتدخلي براحتك من غير ماتقوليلي وأنا مطنش بمزاجي عشان مش عايزة ازعلك مني .. بس لغاية هنا وكفاية أوي قسما عظما يافريدة لو رجلك عتبت برا عتبة القصر من غير أذني لتشوفي اللي عمرك ماشوفتيه مني فاهمة ولا لا .. واللي حصل النهارده ده اعتبريه اول تحذير مني ليكي 
ثم سكت لبرهة وهدأت نبرة صوته قليلا ليقول بصوت أشبه بفحيح الأفعى 
_ مش معنى إني بحبك وإنك اغلي حاجة عندي يبقى تستغلي النقطة دي وتعملي اللي على هواك أنا صبري ليه حدود وإنتي عارفة ده كويس متضطرنيش إني اتصرف معاكي بالطريقة دي تاني ياريت 
ثم ترك ذراعها بجفاء ونزع سترته وهو يستدير ويلقيها على الفراش وهو متجه نحو الحمام .. تاركا إياها تقف پصدمة لا تصدق أن هذا هو عدنان الذي طالما كان مثال في الحنان والحب ولم يعاملها بهذه الطريقة قط منذ زواجهم لابد أن تلك الأفعى جلنار هي السبب ! .
أجاب نشأت على الهاتف بتلهف ليسمع صوت الطرف الآخر وهو يقول بحماس 
_ عايز الحلاوة الاول بقى ياباشا على الأخبار السكرة اللي جبتهالك دي 
_ اخلص ياحيوان .. اتكلم وإلا اقسم بالله أااا ....
قاطعه وهو يقول پخوف وضيق 
_ خلاص وعلى إيه ياباشا من غير إلا .. بنت سيادتك موجودة في أمريكا مع الواد اللي اسمه حاتم الرفاعي .. بس مش قاعدة معاه في نفس بيته هو في بيت وهي في بيت وبتشتغل معاه في شركته 
_ والعنوان 
_ العنوان في كاليفورنيا ....... 
هتف نشأت بفرحة 
_ استنى اتصال منى عشان اقولك تاجي وتاخد بقية فلوسك 
أجاب الآخر بنظرات جشعة وصوت مسرور 
_ تسلم ياباشا .. وأنا هستنى اتصالك 
انهى معه الاتصال وألقى بالهاتف بجواره وهو يبتسم بسعادة .. وبدأ يعد الخطط الجديدة من الآن فعثوره على ابنته خير فرصة له بكل شيء وليس عمله فقط ! .
........ 
_ الفصل الخامس _
كانت جلنار تجلس في حديقة المنزل وتتصفح هاتفها وتشرب كوب اللبن الصباحي الخاص بها وبجانبها صغيرتها كذلك تمسك بكوب اللبن وترتشف منه ببطء .. حتى صاحت فجأة بسعادة طفولية 
_ مامي .. خلصت اللبن 
نظرت لها جلنار وشهقت بدهشة مصطنعة وهي تبتسم ثم قالت 
_ بالسرعة دي 
هزت هنا رأسها بإيجاب بينما جلنار فانحنت عليها وطبعت قبلة عميقة على وجنتها وهتفت بحنو 
_ شطورة ياحبيبة مامي 
ثم ابتعدت عنها وضيقت عيناها بذهول وهي تحدق في الجهة التي أمامها وتهمس بوجه معالمه جادة ومريبة 
_ إيه اللي هناك ده 
التفتت الصغيرة فورا برأسها للجهة التي تنظر منها أمها وبمجرد ما التفتت برأسها غارت جلنار عليها تدغدغها في جسدها الصغير بقوة فتنطلق منها ضحكات عالية وهي تحاول الفرار من أمها وتارة يمتزج ضحكها بصړاخ .. حتى تركتها وهي تبادلها الضحك وثبت هنا جالسة بعد أن التقطت أنفاسها من شدة الضحك وقالت وهي تلتصق بأمها 
_ هو احنا مش هنكلم بابي تاني !! 
اختفت ابتسامة جلنار وقالت بخفوت 
_ بابي أول مايفضى هيكلمنا ياحبيبتي 
_ طيب احنا إمتى نرجع بيتنا 
اطالت النظر في أعين ابنتها الحزينة وقالت بأسى 
_ مش عارفة 
أطرقت الصغيرة رأسها لأسفل بيأس ثم عادت تستكمل اسألتها 
_ بابي قاعد مع تيتا وطنط فييدة 
تأففت جلنار بصوت مسموع بعد سماعها لاسم فريدة من ابنتها واعتدلت في جلستها لتقول بحدة بسيطة 
_ هنا أنا قولتلك كذا مرة ياحبيبتي طنط فريدة مش بتحبنا خالص 
اتسعت عيني الصغيرة وقالت بتعجب 
_ يعني طنط فييدة وحشة 
مسحت
 

تم نسخ الرابط