روايه امراه العقاپ

موقع أيام نيوز


عن ما سترتديه .
دقائق قليلة حتى خرجت جلنار من الحمام وقفت وتطلعت له بغيظ واندفعت نحو باب الغرفة حين لم تجد ابنتها أغلقت الباب وعادت له ثائرة تطرح السؤال الأهم من الطريقة المعروفة التي جاءت بها إلى الفراش بجواره 
_ أنا مكنتش لابسة كدا إمبارح قبل ما أنام .. إنت عملت إيه ! 

توقف من الفراش ببرود أعصاب تام وأجابها 
_ معملتش حاجة 
جلنار 
_ لا والله امال مين اللي غيرلي هدومي !!
عدنان بنظرة وقحة وابتسامة لعوب 
_ أنا 
افغرت فمها وعيناها وسرعان ما تحولت نظراتها إلى أخرى ملتهبة كسابقها وهمت بالرد عليه لكنه لف ذراعه حول خصرها وجذبها إليه ثم بدأ بالتحدث في براءة متصنعة وبأنامل يده الأخرى يعبث في خصلات شعرها برقة ونظرات لئيمة 
_ لقيتك نايمة جمب هنا في الأوضة فشلتك وجبتك على سريرك جمبي في مكانك .. قولتي عايزة مايه جبتلك تشربي ومن غير ما تاخدي بالك بسبب إن النوم كان غالب عليكي المايه اتكبت على هدومك للأسف فجبتلك حاجة تلبسيها من الدولاب وكنت هطلع واسيبك تغيري وتلبسي .. بس إنتي اللي ندهتي عليا وقولتيلي تعالى ياعدنان ساعدني .. وأنا عشان قلبي طيب مقدرتش اشوفك محتجاني وملبيش طلبك وضعفت وساعدتك
رغم أن كل ما رواه لم يكن يستدعي الضحك أبدا لكنها اڼفجرت ضاحكة .. ضحكة تحمل السخرية والاستنكار ظلت تضحك لنصف دقيقة تقريبا حتى توقفت قليلا وقالت من بين ضحكها بلهجة تحمل الاستهزاء 
_ كنت نايمة والمايه وقعت على هدومي وإنت ياعيني كنت هتسبني اغير وتطلع برا عشان إنت محترم أوي طبعا .. روحت أنا ندهت عليك وقولتلك ياعدنان تعالى ساعدني ده أنا اللي قولت كدا صح ! وطبعا زوجي البريء والمضحى والجميل ساعدني مضطر عشان ميرفضش طلبي ! 
رد عليها بنفس البرود وهو مبتسم 
_ بظبط كدا اضطريت .. إنتي عارفة أنا دايما بحب اساعد المحتاج
اختفت ابتسامته في لحظة وتحولت للوجه الآخر الذى كان كله ڠضب وغيظ ولکمته في صدره پعنف صائحة به بوجه أحمر من فرط الڠضب 
_ وقح وقليل الأدب .. إزاي تقربلي هااا أنا قولتلك مليون مرة متلمسنيش 
فشل في كتم ضحكته التي انطلقت بسيطة من بين شفتيه ثم انحنى بوجهه عليها وهمس في مكر أشد قاصدا إثارة أعصابها أكثر 
_ مټخافيش كنت مغمض عيني 
_ عدنان
صيحة شبه عالية انطلقت منها وهي تشتعل من فرط الغيظ ثم دفعت يده عنها ورفعت سبابتها في وجهه تحذره بسخط حقيقي 
_ إياك تقربلي تاني فاهم ولا لا .. واحد متحرش 
ثم استدارت واندفعت مسرعة إلى خارج الغرفة وهي عبارة عن جمرة نيران متوهجة بينما هو فعاد كلمتها الأخيرة ضاحكا باستنكار 
_ متحرش !!!
يعرف ويتجاهل .. يفهم جيدا مدى الألم الذي اعاني منه لكنه يبعدني عنه .. لا يحبني ولن يفعل ! .. لم تكن كلماته بالأمس في سياق الحديث بل كان يقصد كل حرف وكلمة تفوه بها .. كان لدي بعض الشكوك حول معرفته بمشاعري تجاهه ولكنني الآن تيقنت من شكوكي .. لم يكتب لتلك المشاعر الحياة كنت فقط اتبع وهم منذ البداية .. متأملة انني بيوم قد افوز بقلبه ويصبح لي لكنني كنت اتوهم وخلقت عالما مزيفا تعايشت فيه بمفردي ومن الواضح أن الآن يجب على مغادرته .. هذا العالم لا يناسبني وليس لي ! .
كانت تقف أمام المرآة تستعد للخروج .. قد ارتدت بنطال أبيض اللون يعلوه كنزة من اللون الأسود وفوقها جاكت من اللون البني وتركت خصلات شعرها تتطاير بحرية على أكتافها وظهرها .
خرجت من غرفتها واتجهت إلى أمها الجالسة على الأريكة أمام التلفاز تشاهد إحدى البرامج الصباحية انحنت عليها وطبعت قبلة حانية على وجنتها متمتمة 
_

________________________________________
صباح الخير يافوفا 
التفتت ميرفت لها برأسها وردت بإشراقة وجه من رؤيتها لابنتها وهي كلها نشاط وحيوية هكذا 
_ صباح النور ياحبيبتي .. على فين كدا 
_ معايا محاضرة في الكلية هروح احضر بما إني ليا فترة مش بروح الجامعة 
ميرفت بحنان أمومي 
_ طيب ياحبيبتي روحي وخلي بالك من نفسك 
اماءت لها بالموافقة واستدارت بجسدها تهم بالانصراف لكنها توقفت مجددا وأخذت نفسا عميقا قبل أن تستدير مجددا نحو أمها وتقول بوجه جامد 
_ صحيح كلمي طنط نرمين وقوليلها إني موافقة 
وقعت الكلمات على ميرفت وقع الرعد .. حيث قالت پصدمة حقيقية امتزجت ببعض الفرحة 
_ موافقة على رائد ! 
_ أيوة ياماما .. ولما ارجع نبقى نكمل كلامنا .. أنا همشي دلوقتي عشان مستعجلة 
ميرفت بسعادة غامرة 
_ طيب ياحبيبتي روحي عشان متتأخريش .. ترجعي بالسلامة أن شاء الله
كانت فريدة تقف بالمطبخ تقوم بتحضير كوب من القهوة لها ولم تشعر بأسمهان التي تسللت من خلفها ووقفت خلفها مباشرة هاتفة بصوت منخفض أقرب للهمس 
_ قريب
 

تم نسخ الرابط